الولايات المتحدة تعيد توفير مخزونا جديدا من لقاح انفلونزا الطيور للدواجن
الأستاذ الدكتور صلاح مهدي حسن / أستشاري وخبير صحة وأنتاج دواجن
منذ أن تم تأكيد أنفلونزا الطيور لأول مرة في قطيع من الدجاج الرومي في ولاية إنديانا في شباط 2022، قتل الفيروس 133 مليون طائر في صناعة الدواجن في الولايات المتحدة، ولا يظهر الفيروس أي علامة على أنحساره . وفي شهر كانون اول العام 2024 ، أكد 102 من قطعان الدواجن وجود مرض أنفلونزا الطيور، مما أثر على ما يقرب من 11 مليون طائر.
وفي العام الماضي، أكدت االسلطات في ولاية ويسكونسن أن 73169 طائرًا في ثلاثة قطعان دواجن تجارية وقطيع واحد تربية منزلية قد تم التخلص منها بسبب الأصابة بفايروس أنفلونزا الطيور. وأصابة حديثة في العام 2025 في قطيع من الدجاج الرومي في مدينة بارون، والتي أدت الى قتل 18565 طائراً. قد تبدو هذه الأرقام صغيرة مقارنة بالخسائر التي تكبدتها قطعان الدواجن الكبيرة، الا انها تمثل ضربة مدمرة لأصحاب الأعمال الصغيرة في الولايات المتحدة.
واستجابة للانتشار المستمر للفيروس، أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في 9 / 1 / 2025 ، إن الولايات المتحدة ستعيد توفير مخزون من لقاحات أنفلونزا الطيور للدواجن التي تطابق سلالة الفيروس المنتشر بين القطعان التجارية والطيور البرية. يعد هذا الإعلان أحدث خطوة للوزارة في مكافحة انتشار الفيروس الذي، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ( CDC ) ، قتل بالفعل 133 مليون طائر في صناعة الدواجن في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ العام 2022. و أدى نفوق الملايين من الدجاج البياض إلى ارتفاع أسعار البيض بالجملة إلى مستويات قياسية نهاية العام 2024.
كما أثر فيروس أنفلونزا الطيور على صناعة الألبان في الولايات المتحدة. تم تأكيد أنفلونزا الطيور لأول مرة في قطعان الألبان في ولاية تكساس في آذار العام 2024. ومنذ ذلك الحين، تم تأكيد تواجد الفيروس في 919 من قطعان الألبان في 16 ولاية. فضلا عن أصابه ما يقرب من 70 شخصًا في 10 ولايات ، معظمهم من عمال الحقول الذين تعرضوا لدواجن أو أبقار مصابة. مع الإشارة بأن الولايات المتحدة قد أعلنت يوم 7 / 1 / 2025 عن أول حالة وفاة بشرية لها علاقة بانفلونزا الطيور. إن الولايات المتحدة قامت سابقا" بتوفير مخزون من لقاحات أنفلونزا الطيور للدواجن لفايروسات تحت النوع H5N1 وH5N3 وH5N9 بعد تفشي أنفلونزا الطيور بشكل كبير في عامي 2014 و2015 ، الا أن تلك اللقاحات لم تستخدم مطلقًا بسبب أن وزارة الزراعة الأمريكية حذرة بشأن استخدام اللقاح على نطاق واسع بسبب المضاعفات التجارية المحتملة. وبالتالي ، كانت مخزونات اللقاحات تنتهي صلاحيتها دون استخدام بسبب انخفاض الطلب. اما في بيان 9 / 1 / 2025 فقد أشارت الوزارة نصا": "تعتقد وزارة الزراعة الأمريكية أنه من الحكمة السعي مرة أخرى إلى الحصول على مخزون لقاحي جديد يتوافق مع سلالات الفايروس المنشرة حاليا"".
كما أثر فيروس أنفلونزا الطيور على صناعة الألبان في الولايات المتحدة. تم تأكيد أنفلونزا الطيور لأول مرة في قطعان الألبان في ولاية تكساس في آذار العام 2024. ومنذ ذلك الحين، تم تأكيد تواجد الفيروس في 919 من قطعان الألبان في 16 ولاية. فضلا عن أصابه ما يقرب من 70 شخصًا في 10 ولايات ، معظمهم من عمال الحقول الذين تعرضوا لدواجن أو أبقار مصابة. مع الإشارة بأن الولايات المتحدة قد أعلنت يوم 7 / 1 / 2025 عن أول حالة وفاة بشرية لها علاقة بانفلونزا الطيور. إن الولايات المتحدة قامت سابقا" بتوفير مخزون من لقاحات أنفلونزا الطيور للدواجن لفايروسات تحت النوع H5N1 وH5N3 وH5N9 بعد تفشي أنفلونزا الطيور بشكل كبير في عامي 2014 و2015 ، الا أن تلك اللقاحات لم تستخدم مطلقًا بسبب أن وزارة الزراعة الأمريكية حذرة بشأن استخدام اللقاح على نطاق واسع بسبب المضاعفات التجارية المحتملة. وبالتالي ، كانت مخزونات اللقاحات تنتهي صلاحيتها دون استخدام بسبب انخفاض الطلب. اما في بيان 9 / 1 / 2025 فقد أشارت الوزارة نصا": "تعتقد وزارة الزراعة الأمريكية أنه من الحكمة السعي مرة أخرى إلى الحصول على مخزون لقاحي جديد يتوافق مع سلالات الفايروس المنشرة حاليا"".
أشار الباحث ديفيد سواريز David Suarez ، وهو من الباحثين العالميين في أمراض الدواجن الفيروسية وخصوصا" النيوكاسل وأنفلونزا الطيور والذي شغل في وقت سابق أدارة مختبر وزارة الزراعة الأمريكية USDA’s Southeast Poultry Research Laboratory in Athens, Georgia ، في العام 2023 إن اللقاحات التي اشترتها وزارة الزراعة الأمريكية في أعقاب تفشي أنفلونزا الطيور السابق تم تطويرها من قبل شركة Merck & Co و شركة سيفا Ceva ، وواحد مصنع من قبل باحثين حكوميين أمريكيين. وأن "جميع اللقاحات التي اشتروها انتهت صلاحيتها، وتخلصوا منها".
ويجري تحديث اللقاحات الجديدة أو المرخصة حاليًا لتتوافق مع السلالة الحالية ويتم تقييم استخدامها في حيوانات أخرى، اعتمادًا على اهتمامات الشركة المصنعة. في حين تخطط وزارة الزراعة الأمريكية للمضي قدمًا في إبرام عقد لبدء إنشاء مخزون، فإن لدى وزارة الزراعة الأمريكية المزيد من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل تنفيذ التطعيم.
وفي ضوء هذه المخاوف، قررت الحكومة الأمريكية إنشاء مخزون جديد من لقاحات أنفلونزا الطيور. تتعاون وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) ووزارة الزراعة الأمريكية (USDA) في هذه المبادرة. والهدف هو التأكد من وجود إمدادات كافية من اللقاحات المتاحة للاستجابة بسرعة لأي أنتشار لفايروس انفلونزا الطيور في المستقبل. وسيتضمن المخزون الجديد ملايين الجرعات من اللقاحات المصممة خصيصا للحماية من سلالة H5N1. وسيتم تخزين هذه اللقاحات في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء البلاد، مما يسمح بالانتشار السريع في حالة تفشي المرض. كما سيتم تحديث المخزون بانتظام لضمان بقاء اللقاحات فعالة ضد أي سلالات جديدة من الفيروس قد تظهر.
أن إنشاء مخزون احتياطي من اللقاحات يعد خطوة مهمة إلى الأمام، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب معالجتها. أحد الاهتمامات الأساسية هو الخدمات اللوجستية لتوزيع اللقاحات بسرعة وكفاءة أثناء تفشي المرض. وهذا يتطلب التخطيط والتنسيق الدقيق بين السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات والسلطات المحلية. أما التحدي الآخر فيتمثل في ضمان إتاحة اللقاحات لجميع السكان، بما في ذلك سكان المناطق الريفية والبعيدة عن خدمات البلدية.
يذكر أن المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (WOAH) في موجز سياساتها بشأن تلقيحات الدواجن أن أنتشار أنفلونزا الطيور كان له "تأثير مدمر" على الدواجن والطيور البرية ويهدد "سبل العيش والأمن الغذائي والصحة العامة". وهذا الذي دعا قادة اتحاد منتجي البيض والجمعية الدولية لأغذية الحليب، والمؤسسة الوطنية لمنتجي الحليب ، والمؤسسة الوطنية لدجاج الرومي على مخاطبة وزير الزراعة الأمريكي لدعوة وزارته وشركائها الفيدراليين على دعم تطوير لقاح فعال للأبقار والدجاج الرومي و الدجاج البياض للمساعدة في وقف انتشار الفيروس. حيث ذكر هؤلاء المنتجين للدواجن في خطابهم للوزارة :"مع استمرار تفشي فيروس H5Nx، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى نهج جديد. وهذا يشمل توافر اللقاحات الحيوانية الفعالة ضد السلالات الحالية والمستقبلية لفيروس H5Nx الضرورية لإمدادات الغذاء المستدامة وكذلك صحة الإنسان والحيوان". وشعر المستهلكون أيضًا بتأثير الفيروس المتفشي على صناعة الدواجن، من خلال ارتفاع أسعار البيض في محلات البقالة بشكل كبير.
وتقول المنظمة الدولية WOAH "إن إجراءات الأمن الحيوي الأكثر صرامة والذبح الجماعي للدواجن قد لا تكون كافية للسيطرة على المرض" وأن بعض البلدان مثل الصين تقوم بشكل روتيني بتلقيح الدواجن ضد أنفلونزا الطيور. وتقول وزارة الزراعة الأمريكية إن العديد من الدول مترددة في تلقيح الدواجن خوفا من أن تفرض دول أخرى قيودا تجارية. ويقول مسؤولو وزارة الزراعة الأمريكية إن استخدام لقاح مطابق للسلالة الحالية في أبقار الحليب يكون أكثر جدوى ومن المرجح أن يكون ناجحا في وقف أو الحد من انتشار الفيروس. وبالتالي ولتسهيل تطوير اللقاحات بشكل سريع للأبقار، قامت وزارة الزراعة الأمريكية بتوحيد عدة خطوات في عملية مراجعة اللقاح. حتى الآن، تمت الموافقة على سبعة لقاحات مرشحة على الأقل لتجارب السلامة الميدانية للقاح مصمم لحماية أبقار الحليب من فيروس H5N1. وذكرت الوزارة أن هذه الخطوات مهمة للتأكد من أن اللقاحات التي تم تطويرها آمنة وفعالة ضد الفيروس المستهدف، ولا تؤدي إلى طرح الفيروس.
تمت إضافة خمس عشرة ولاية إلى البرنامج الوطني لاختبار الحليب الخام ، والذي يوفر مراقبة شاملة لفيروس H5N1 في الحليب المنتج وقطعان الحليب في البلاد. يتطلب الأمر الفيدرالي الجديد، الذي صدر في كانون اول 2024، جمع عينات من الحليب الخام (غير المبستر) على مستوى البلاد لعمل أختبار التحري عن أنفلونزا الطيور.
وفي شهر واحد فقط، تم تسجيل 28 ولاية، والتي تمثل 65% من إنتاج الحليب في الولايات المتحدة ، في البرنامج. اعتبارًا من 8 كانون الثاني 2025، حددت وزارة الزراعة الأمريكية قطعانًا مصابة في ولايتين فقط ، هما كاليفورنيا وتكساس.
وأضافت وزارة الزراعة الأمريكية في بيانها الآتي : "في جميع أنحاء البلاد، تعمل شبكة قوية من الأطباء البيطريين في القطاعين العام والخاص فضلا عن مسؤولي الزراعة والصحة على مستوى الولاية والمحليات ، جنبًا إلى جنب مع وزارة الزراعة الأمريكية لجعل الاستراتيجية الوطنية لاختبار الحليب سلاحًا قويًا قدر الإمكان في مجتمعنا بهدف مكافحة فيروس H5N1، وضمان حصول المزارعين على المعلومات والأدوات التي يحتاجون إليها لحماية أعمالهم وأسرهم وعمالهم، فضلا عن مجتمعاتهم من هذا الفايروس". ختام المقالة : المعروض هو أستعراض لمحاولة تقوم بها وزارة الزراعة الأمريكية في معالجة الآثار الضارة لأصابات أنفلونزا الطيور بالفايروس الوبائي H5N1 في الدواجن والأبقار فضلا عن توفير الحماية المجتمعية لصحة المجتمع من حيث أن الفايروس المسبب حاليا" ذو قدرة على أصابة البشر وله القدرة أن تكون أصابته قاتلة للبشر؟؟ ولذلك اليوم الجهد الذي يتناول التصدي لمخاطر أنفلونزا الطيور بالمسبب الوبائي H5N1 هو واجب وطني لابد من أشراك الجميع من الأطباء البيطريين سواء الحكوميين أو القطاع الخاص . والآمر الآخر هو لابد من جهود تآزرية بين السلطات البيطرية الأتحادية ( الفدرالية ) والسلطات البيطرية في الأقليم أو في المحافظات التي لاتتبع لأقليم وليس كما نلاحظه اليوم مع ألسف الشديد بتباعد الأجراءات بين المركز والأقليم والذي أكده بيان وزارة الزراعة اليوم 2 / 2 / 2025 باستمرار منع مرور الدواجن ومنتجاتها من الأقليم الى المحافظات العراقية الاخرى ؟؟؟ وكأنه هناك أصابات فايروسية لأنفلونزا الطيور H5N1 في الأقليم غير معلنه والذي يثير الأستغراب هو الصمت المطبق من قبل السلطات البيطرية في الأقليم على ادعاءات المركز ؟؟؟ وبالتالي لابد من تصحيح الوضع الحالي خدمة للمهنة وأحترامها من قبل المركز والأقليم على حد سواء ، وخدمة للمجتمع والتوجه لأداء المهام المناطة بالحفاظ على صناعة الدواجن العراقية والحفاظ على الصحة الواحدة.