لمناسبة اليوم العالمي للطبيب البيطري 2025 :
دور التعليم البيطري الجامعي والعالي في تطوير مهارات الأطباء البيطريين حديثي التخرج في العراق
الأستاذ الدكتور صلاح مهدي حسن
أستشاري أختصاص وخبير صحة وأنتاج دواجن
22/4/2025
في اليوم العالمي للطب البيطري 2025، يجدر بنا تسليط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه التعليم البيطري الجامعي في إعداد الأطباء البيطريين حديثي التخرج لمتطلبات العمل الميداني في العراق. يُعد الطب البيطري ركيزة أساسية في حماية الثروة الحيوانية، وصحة المجتمع، والسلامة الغذائية، مما يجعل تطوير مهارات الخريجين ضرورة ملحة لمواكبة التحديات الميدانية.
أهمية التعليم البيطري الأولي في بناء الأساس المعرفي
يبدأ تأهيل الطبيب البيطري من المرحلة الجامعية الأولية ، حيث توفر كليات الطب البيطري في العراق منهاجًا أكاديميًّا يشمل:
1 . . العلوم الأساسية مثل التشريح، و الفسلجة ، والكيمياء الحياتية ، وعلم الأمراض فضلا عن علم الأدوية والسموم والتي تشكل اللبنة الأولى لفهم الأمراض وعلاجها.
2. العلوم السريرية مثل الجراحة و علم التناسليات ، والطب الباطني والتشخصيات المرضية و أمراض الدواجن ، التي تمنح الطالب المعرفة التطبيقية.
3. التدريب العملي في المستشفيات البيطرية والحقول و زيارة المنشآت التخصصية لقطاع البيطرة من مجازر الحيوانات الكبيرة و الدواجن ، ومعامل علف و محطات للأبقار الحلوب ، والتي من خلالها يكتسب الطلبة الخبرة المباشرة في التعامل مع الحالات الحقيقية.
ومع ذلك، يواجه التعليم البيطري في العراق تحديات مثل نقص التجهيزات المختبرية وعدم مواكبة بعض المناهج للتطورات الحديثة في قطاع الطب البيطري عالميا" ، مما يستدعي تطويرًا مستمرًّا في البرامج الدراسية.
دور التعليم العالي والتدريب المستمر في صقل المهارات :
لا يتوقف تأهيل الطبيب البيطري عند التخرج، بل يحتاج إلى تعليم عالٍ متخصص وتدريب عملي مكثف، وذلك من خلال:
- الانخراط في برامج التعليم المستمر المقر من قبل كليات الطب البيطري العراقية.
- برامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) التي تتيح التخصص في مجالات مثل الأحياء المجهرية ( فايروسات و جراثيم و طفيليات ) ، والطب الباطني، و الجراحة البيطرية ، وأمراض الدواجن .
- ورش العمل والدورات التدريبية التي تنظمها نقابة الأطباء البيطريين العراقيين سواء المركز العام في بغداد أو أفرع النقابة في المحافظات فضلا عن تلك الورش التي تنظمها المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) لتعريف الأطباء بأحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية.
- التعاون مع القطاع الخاص والمنظمات أو المؤسسات القطاعية المحلية أو الدولية (FAO) لتحسين الكفاءات الميدانية.
تحديات العمل الميداني في العراق وكيفية تجاوزها
يواجه الأطباء البيطريون حديثي التخرج في العراق عدة صعوبات، منها:
١- عدم تطبيق الحكومة العراقية لقانون التدرج الطبي البيطري رقم ( 136 ) لسنة 1980 المعدل مرتين آخرها كان في 15 / 3 / 2021 والذي يتيح للطبيب البيطري الخريج حديثا" العمل بصفة طبيب مقيم لمدة سنة في أحدى المستشفيات البيطرية التعليمية في بغداد والمحافظات تليها فترة العمل بصفة مقيم أقدم لمدة ثلاث سنوات في جميع التجمعات الحيوانية من أقضية ونواحي وقصبات ، وبالتالي عمل عدم التطبيق على فقدان الخريج الحديث فرصة الأطلاع على العمل الميداني ومشاكل الثروة الحيوانية الحقيقية. لابد أن تعلم الحكومة العراقية بان عدم تنفيذ هذا القانون وتعديلاته يلحق ضررا" بليغا" بالعملية التعليمية البيطرية و للقدرة والمهارة التعليمية للخريجين الحديثين من كليات الطب البيطري وهذا ما لا يمكن قبوله تحت أي ذريعة.
٢- نقص الإمكانيات في العيادات والمختبرات البيطرية الحكومية والقطاع الخاص .
٣- قلة الوعي المجتمعي بأهمية الطب البيطري في الرعاية الحيوانية والوقاية من الأمراض المشتركة.
٤. الحاجة إلى تحديث التشريعات التي تنظم مهنة الطب البيطري وتضمن حقوق العاملين في هذا المجال ، وبالتالي هناك محاولة جادة من نقابة الأطباء البيطريين العراقيين حاليا" على أجراء تعديل جذري لقانون نقابة الأطباء البيطريين رقم ( 210 ) لسنة 1980 .
ولمواجهة هذه التحديات، يمكن اتخاذ خطوات مثل:
- تعزيز الشراكات بين الجامعات ممثلة بكليات الطب البيطري العراقية والقطاع الخاص لتحسين البنية التحتية للتدريب البيطري للخريجين.
- إدراج برامج إلزامية للتدريب الميداني قبل التخرج مثل الأستفادة من العطلة الصيفية بعمل ممارسات ميدانية في جميع المناطق التي تشهد تواجد للثروة الحيوانية وتكون الزامية وتحسب لها وحدات .
- لابد أن يكون هناك دور كبير لنقابة الأطباء البيطريين في تقديم الدعم المستمر للأطباء الشباب.
وفي خاتمة الحديث .. أقول:
في اليوم العالمي للطب البيطري 2025، يجب أن نؤكد على أن تطوير التعليم البيطري الجامعي والعالي هو استثمار في مستقبل الصحة الحيوانية والبشرية في العراق. من خلال تحديث المناهج، تعزيز التدريب العملي، وتوفير الدعم المستمر للأطباء حديثي التخرج، يمكن رفع كفاءة القطاع البيطري وتمكينه من مواجهة التحديات الميدانية بفعالية.