دور البيض المخصب في الانتقال العمودي لفيروس الأدينو الطيري
د. ماجد حمید الصایغ / اختصاص امراض الدواجن / استرالیا
7/ June/ 2025
دور البيض المخصب في الانتقال العمودي لفيروس الأدينو الطيري (FAdV): الآثار المترتبة على السيطرة في المفاقس داخل العراق
تُعد فيروسات الأدينو الطيري (Fowl adenoviruses - FAdVs) من المسببات الفيروسية المهمة التي تؤثر على صناعة الدواجن، إذ تُعزى إليها أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد بالأجسام الاشتمالية (Inclusion Body Hepatitis - IBH) ومتلازمة الاستسقاء التأموري (Hydropericardium Syndrome - HPS). واحدة من أخطر آليات انتشار هذه الفيروسات هي الانتقال العمودي عبر البيض المخصب، حيث تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين خلال عملية تكوين البيضة، متجاوزة بذلك كل إجراءات الأمان الحيوي التقليدية التي تُركز غالبًا على العدوى الأفقية بعد الفقس.
تشير الدراسات إلى أن الفيروس يُمكن أن يُدمج في الزلال أو الصفار أو الأغشية الجنينية (Ojkic et al., 2008)، وينتقل عبر قناة المبيض ويستقر في أنسجة الجنين، ما يؤدي إلى فقس صيصان حاملة للفيروس دون أعراض فورية. قد تظل العدوى كامنة في الأيام الأولى، ولكنها تنشط لاحقًا في ظروف الإجهاد أو ضعف المناعة، مما يؤدي إلى أعراض سريرية وفشل في برامج التحصين.
في العراق، أكدّت دراسة حديثة قام بها عبد الله وآخرون (Abdulla et al., 2024) ونُشرت في مجلة الأنبار للعلوم البيطرية وجود الحمض النووي لفيروس FAdV في أكباد وطحال صيصان عمرها يوم واحد باستخدام تقنية PCR، مما يدل بوضوح على انتقال الفيروس عبر البيضة. وقد أظهرت نتائج العزل الفيروسي باستخدام أجنة البيض الملقح أن الفيروس يسبب تغيرات جنينية واضحة مثل النزف وموت الأجنة بعد التمرير الثاني.
تعكس هذه النتائج خطورة غياب برامج رقابة صارمة في المفاقس العراقية، حيث يتم تداول البيض المخصب من أمهات قد تكون حاملة للفيروس دون فحص جزيئي أو مصلي. يُسهم ذلك في نشر العدوى على نطاق واسع، خصوصًا مع غياب شهادات صحية موثقة، مما يؤدي إلى ضعف أداء القطيع وظهور حالات "Complex" مقاومة للتلقيح، نتيجة تثبيط المناعة (Grgić et al., 2006; Schachner et al., 2018).
من هذا المنطلق، لا بد من تطوير استراتيجية وطنية للحد من الانتقال العمودي تشمل:
- • فحص روتيني بالـPCR في المفاقس على عينات من كبد وطحال صيصان ميتة أو مريضة خلال الأيام الأولى بعد الفقس.
- • إلزام المفاقس بإصدار شهادة "خلو من FAdV" لكل دفعة إنتاج، على أن تُعتمد من مختبرات بيطرية مرخصة.
- • فحص الأمهات المصدّرة للبيض المخصب أو الصيصان المنتجة محليًا أو المستوردة، وخاصة ضد الأنماط الجينية 8b و11 الشائعة في المنطقة.
- • إجراء فحوص مصلية دورية لقطعان الأمهات الحية لتحديد النسبة الحقيقية للتعرض الفيروسي واتخاذ قرار بالتطعيم الوقائي في المناطق الموبوءة.
في الختام، يُعد البيض المخصب حلقة محورية في سلسلة العدوى الفيروسية. وفي ظل التحديات الوبائية والضعف المؤسسي في المفاقس العراقية، فإن تجاهل الانتقال العمودي لـFAdV قد يُفاقم الخسائر الإنتاجية ويُقوّض الأمن الحيوي الوطني. لذا، فإن إنشاء منظومة متكاملة للرصد المبكر والتوثيق المختبري والشهادات الصحية أصبح ضرورة ملحة.