المعلومات المضلة و المعلومات المضللة تهدید جدید لصحة الحیوان

د. دیار طیب برواري

خبیر بیطري

یبدوا إن المشهد العالمي للمخاطر في مجال صحة الحیوان و الاغذیة اليوم أکثر تعقیدا و یتطور بإستمرار. کما أة التقدم في المجلا التكنولوجي و ظاهریة التغير في المناخ و نظام العولمة و کذلك التحولات الديموغرافية، کلها ليست سوى بعض العوامل التي تجعل البشر و الحيوانات و البيئة التي يعيشون فيها معرضين بشكل متزايد للمخاطر المعروفة سابقا والناشئة الحدیثة ( الأمراض المعدية) ، سواء كانت طبيعية أو عرضية أو متعمدة في الأصل.

ذکرت المنظمة العالمیة لصحة الحیوان في تقریر نشر علی موقعها، أن عالم سريع التغير ومتضاد، و قد أصبحت الحاجة إلى مكافحة الأكاذيب أكبر من أي وقت مضى. وهذا ما يمكن لأصحاب للمعنيين القيام به لمعالجة التحديات الأساسية التي يواجهها قطاع صحة الحيوان.

و أشارت الی إن الإفراط في المعلومات يضيف طبقة أخرى من التعقيد علی المشهد العام. لقد غير المشهد الرقمي الحالي إلى الأبد، الطريقة التي نصل بها إلى الأخبار ونستهلكها. حیث تسمح و سائل التواصل الاجتماعي بشكل بارز بتدفق المعلومات و بشکل فوري. في الوقت نفسه، أدت هذه التقنيات الرقمية إلى وسائل اعلام مجزأة ، مما أعطى الجماهير عبر الإنترنت مجموعة واسعة من القنوات و المنافذ للحصول على المعلومات. وعلى هذه الخلفية، يتم اختبار قدرة الأفراد والمؤسسات على التمييز بين الأخبار المزيفة والحقيقية باستمرار.

نذکر ذلك لاننا من الشعوب التي تتابع و تتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي و منصاته المتعددة و التي تتعمد الفرط في نشر المعلومات و التي یکون اغلبها ضمن تضنیف ( مضل ، خاطيء) .

لذلك یمکن أن نعرف المعلومات المضلة Misinformation هي معلومات غير دقيقة، وعادة ما يتم نشرها دون قصد ضار و بهدف جذب المشاهدات و الاعجاب . أما المعلومات المغلوطة ( المضللة) Disinformation فهي معلومات غير دقيقة أو مضللة للمتابع، يتم إنشاؤها ونشرها عمدًا لإلحاق الضرر بالحكومات أو المنظمات أو الأشخاص المستهدفين.

الی ذلك یمکن أن نشیر الی أن نشر المعلومات هو من واجبات المؤسسات المعنیة حکومیة کانت أو غیر حکومیة، و یمکننا أن نشیر الی الضعف في هذا المجال لدی معظم المؤسسات الحکومیة، کما ان الوصول الی المعلومة الصحیة و الحقیقیة لا تکون سهلة و و بسیطة.

إن المؤسسات الحکومیة المعنیة بشأن صحة الحیوان من وزارة الزراعة في الحکومة العراقیة و وزارة الزراعة و الموارد المائیة في حکومة اقلیم کردستان العراق و دائرة البیطرة في بغداد و المدیریة العامة للثروة الحیوانیة و البیطرة في اربیل و کذلك المؤسسات العلمیة و الاکادیمیة و الشرکات العاملة في هذا المجال، أن تنشر کل ما یتوفر لدیها من معلومات و بشکل واضح، و یشـمل بالطبع المعلومات عن الامراض الحیوانیة ( المجترات . الدواجن. الاسماك. الحیوانات البریة. ...الخ)، کیفیة نشوئها و تطورها و مدی خطورتها و وبائیتها. کما یجب أن یطلع المواطن علی خطط و عمل هذه المؤسسات من اجل الحد من هذه الاخطار و معرفة نقاط الضعف فیها. کما یجب أن تکون الرسائل الاعلامیة تثقیفیة في بعض جوانبها من اجل اعطاء دور للمواطن العادي في هذا الصدد و علی الاقل یکون ذلك بأن نعطیه المعلومة الصحیحة و أن نحد من تأثیر المعلومات المضللة علیه و علی المجتمع بشکل عام.

وهذه دعوة للحکومات من اجل القیام بواجباتها في مجال الشفافیة و نشر المعلومات بغیة اطلاع المجتمع علیها ، نحن في هذا الصدد نرکز علی مجال عمل صحة الحیوان و الاغذیة و الثروة الحیوانیة.

 

 

 

https://www.woah.org/en/article/the-next-big-threat-to-animal-health-emergencies-misinformation-and-disinformation/

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا