لقاحات مرض إلتهاب القصبات المعدي IB الحية واستمرارية ظهور المرض في الدواجن العراقية
بغداد ٢٤/٦/٢٠٢٤
الأستاذ الدكتور صلاح مهدي حسن / أختصاص وأستشاري أمراض وصحة دواجن
من ملاحظاتي الميدانية خلال عملي إي قطاع الدواجن و منذ فترة طويلة وفیما یخص إستخدام اللقاحات الحية لما يسمى بمرض إلتهاب القصبات المعدي ( IB ) في حقول الدواجن بأنها عملية مؤذية للأفراخ من خلال المقارنة بين قطعان ملقحة وأخرى غير ملقحة سواء كانت بياض أو فروج .
كانت نتائج الدواجن غير الملقحة أحسن و أكثر صحة و أنتاجا. عليه قررت و أبلغت الأدارة بأني لاأستخدم لقاح IB في المحطة المشار لها سابقا وقد تمت الأستجابة لطلبي . فضلا عن أطلاعي علی حالات مرضية للفروج تم تشخيصها من قبل الزملاء الأعزاء بانها IB الا أنها كانت أصابات بمرض للأيكولاي ( E. Coli)، و ذلك نتيجة الأجهاد وعدم تطبيق الأمن الحيوي أو خلل في التهوية وهو المسألة الكبرى في أخفاق صناعة الفروج بالعراق.
The results of unvaccinated poultry were better, healthier and more productive. Accordingly, I decided and informed the administration that I would not use the IB vaccine at the previously mentioned station, and my request was granted. In addition to being informed of disease cases of broilers that were diagnosed by my dear colleagues as IB, they were cases of E. Coli disease, and that was the result of stress and failure to apply biosecurity or a defect in ventilation, which is the major issue in the failure of the broiler industry in Iraq.
لاحقا، أتبعت نفس السياق بعدم أستخدام لقاح IB الحي عندما كلفت بإدارة مشروع دواجن الأمهات في حقول دواجن الشلالات لشركة الأمين للأنتاج الزراعي والحيواني في محافظة نينوى، وكانت النتائج باهرة، ولم نتعرض لأي مشكلة مرضية خلال تواجدي لمدة سنتين في المشروع.
كما و أتبعت ذات السياق في مشروع دواجن طق طق التابع لشركة كوسار للأنتاج الزراعي والحيواني في أربيل العام ٢٠٠٤ و طيلة فترة تواجدي في مسؤولية الصحة البيطرية للمشروع لغاية العام ٢٠١٧ لم نستخدم لقاحات IB الحية.
في العام ٢٠٠٨ حدثت موجة من الهلاكات في قطعان الدواجن البياض والأمهات والفروج وصلت لغاية ٦٠٪ في بعض المشاريع وكانت التهمة موجهة الى مرض IB الا أنه كان لي راي آخر تركز بين أصابات نيوكاسل و فايروس أنفلونزا الطيور (H9N2) ، علما بأن مشاريع الدواجن في إقلیم كوردستان و العراق عندها و لازال يستخدم لقاح H9N2 ؟؟؟
وصادف أنني في نفس الوقت كنت أستاذا ( زائرا) في كلية الطب البيطري / جامعة دهوك. وتقدمت طالبة لدراسة الدكتوراه في أمراض الدواجن وهي الزميلة العزيزة المرحومة الدكتورة ( آوات عارف النقشبندي ) رحمها الله، اتفقت معها أن تعمل زيارات لحقول الدواجن في إقلیم كوردستان والتي تعاني الهلاكات العالية . و أن تجمع عينات مرضية لکي نعمل لها عزل مايكروبي ( جرثومي ) نقوم به داخل آقلیم كوردستان. و العزل فايروسي نرسله الى مختبر ويبرج المرجعي في بريطانيا، وبعد أن أتفقت مع أحدى الباحثات في ذات المختبر والتي التقيتها في مؤتمر علمي حول الأنفلونزا العام ٢٠٠٦ في كامبردج / المملكة المتحدة وأسمها ( Wendy Shell ) ، وكان الفحص المطلوب حول فايروسات النيوكاسل والأنفلونزا و ال IB حصرا". وتم أرسال العينات المرضية بالطرق العلمية الصحيحة وعبر بريد FedEx ، وكانت العينات تمثل ( ٣١ حقلا أو مشروعا" للدواجن في أربيل والسليمانية ). وعادت النتائج بالآتي وهي موثقة بكتب رسمية من المختبر المعني والمتوافرة في متن أطروحة الدكتوراه في كلية الطب البيطري / جامعة دهوك :
حقلين فقط من أصل ٣٢ حقل عزل منه فايروس النيوكاسل ، و ١١ حقل من أصل ٣١ حقل عزل منه فايروس الانفلونزا H9N2 ، و حقلين فقط من أصل ٣١ حقل تم عزل الفايروسين النيوكاسل و H9N2 ولم يتم عزل فايروس IB من جميع العينات المرسلة والبالغة 31 ..
أما العزل البكتيري للعينات ال ٣١ مشروع أو حقل فبينت تواجد كثيف للجراثيم السالبة الكرام والتي تتبع عائلة (Enterobacteriacea) والتي تعود لها جرثومة E. coli .
الملاحظة الأخرى؛ هي عمل بحثي علمي في العام ٢٠١٢ لأحد طلبتي النجباء في الماجستير في كلية الطب البيطري / جامعة الموصل وهو الزميل العزيز الدكتور ( عبد الجبار محمد حسين الجبوري ) و هو حاليا أستاذ في كلية الطب البيطري / جامعة تكريت، وكانت فكرة البحث ناتجة عن ملاحظاتي حول الدواجن التي تلقح بلقاحات IB الحية وبعد التلقيح تعاني من عرقلة في الحالة الصحية للقطيع ، وبالتالي كانت فكرة البحث هي دراسة لقاحات IB المتوافرة بالسوق العراقية من الناحية المرضية و الناحية المناعية و تداخلها مع مناعة لقاح النيوكاسل المهم للدواجن.
(( A study on the effects of infectious bronchitis live vaccines (H120, Ma5 and 4/91) on the health status and the immunological response of the vaccinated broilers)).
أظهرت النتائج و كانت مؤلمة من حيث التلف و الأذى الذي تعمله اللقاحات الحية في الدجاج الملقح من حيث تدميرها لطبقة الأهداب التي تحيط بالقصبة الهوائية فضلا عن الإصابات الشديدة في الكلیة وخصوصا للقاح ( 4/91 ) .وهناك صور للأنسجة يمكن للمهتم الاطلاع عليها.
عندما كنت أشير الى الأذى الناتج من لقاحات ال IB في الدجاج الملقح فضلا عن الأثر المدمر لأدخال عترات لقاحية شديدة الفوعة من فايروس ال IB ، كنا نتهم من قبل الشركة الموردة للقاح بأننا نعادي شركتنا و وضعونا بالقائمة السوداء في التعامل !
کان لي صديق مربي دواجن، كبير في خبرته وأخلاقه وهو صديقي في الفيس وأعتقد جازما أنه سيقرأ هذا البوست كان لديه قطيع أمهات في بداية الأنتاج جميع علامات النضوج الجنسي وعلامات الدجاج البياض، الا أن القطيع أنتاجه کان قليلا جدا ! وعندما أستدعاني كانت النتيجة عدم وجود قناة البيض بالكامل والمبيض في نمو كامل وهي حالة يطلق عليها ( البياض الكاذب False Layer ) وهي أحدى علامات الأصابة بفايروس ال IB في المراحل الأولية من العمر وعند السؤال على تاريخ الحالة تبين أنه أستخدم لقاح ( 4/91 ).
اليوم الحقل العراقي يعج بأنواع العتر و أنواع فايروس IB من اللقاحات الحية والتي لم تتابع ميدانيا من قبل السلطات البيطرية الحكومية وهي المسؤولة عن الصحة الحيوانية حسب قانون الصحة الحيوانية، وبالتالي فكان رأي الأبدي هو أن اللقاحات الحية لمرض IB هي أساس إستمرار مشكلة مرض التهاب القصبات المعدي IB ، و الذي یسبب الخسائر الاقتصادية لقطاع صناعة الدواجن بالعراق.
الغريب أن الأخبار اليومية من باحثي الجامعات العراقية تخبرنا يوميا بفوز أحدهم بتسجيل عترة لمرض IB وإيداعها في بنك الجينات ؟؟؟ وهي في الحقيقة تبقى غير معتمدة علميا لأنها لم ترافقها عمل عزل فايروسي للعينات التي عمل لها الفحص الجزيئي بسبب أن البيئة مليئة بفايروسات اللقاحات، ناهيك عن الفايروسات الحقلية التي تتداخل مع الفايروسات اللقاحية للإنتاج فايروسات جديدة لا تعرف مديات أضرارها على صحة الدواجن.
الآن الذي أيقظ هذا الموضوع في خاطري هو اطلاعي على دراسة حديثة منشورة في مجلة عالمية تعتبر أهم مجلة في اختصاص أمراض الدواجن ( Avian Disease )
https://doi.org/10.1637/aviandiseases-D-23-00064 لباحثين أمريكان يشيرون الى حقيقة مهمة ألا وهي الدور الخطير الذي تلعبه اللقاحات الحية لمرض IB في إستمرار حدوثيه المرض وخسائره الكبيرة في صناعة الدواجن وذلك من خلال الترابط بين جينات الفايروسات الحقلية مع فايروسات اللقاحات وخصوصا" S1 sequencing لتلك الفايروسات مما ينتج عنها فايروسات هجينة لا يمكن للقاحات الحالية توفير الحصانة لها بسبب إختراقها للأضداد escape immunity أو قدرة الفايروسات الحديثة على أحداث أذى أكبر في الدجاج المحصن باللقاحات الحالية.
ولذلك دعت الدراسة الى تصنيع لقاحات بتقنيات جديدة مثل اللقاحات المؤتلفة ( Recombinants vaccines ) أو لقاحات ( subunit vaccine ) أو ( vector vaccines ) أو ( Nucleic acid-base vaccines ) التي تعمل على توفير بدائل تمنيعية أكثر آمانا وفاعلية لوقاية الدواجن من الأمراض المعدية.
عنوان الدراسة الأمريكية : (Protection Against Infectious Bronchitis Virus Vaccine Recombinants and Chicken-Selected Vaccine Subpopulations) النشر: Avian Diseases, 68(2):89-98 (2024).