الأمراض التي تحدث مع تقلبات الحرارة والتي تنتقل عن طريق اللحوم

 

 

الأستاذ الدكتورة منتهى غازي حسن / أستاذ الصحة العامة البيطرية / كلية الطب البيطري جامعة الموصل

 

تعد الثروة الحيوانية مصدرا مهما على المستوى الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يتطلب الحفاظ عليها وتوفير البيئة والتغذية المناسبين لوقايتها من العديد من الأمراض وخاصة الأمراض المشتركة والتي تنتقل عن طريق التعامل المباشر مع الحيوانات او عن طريق استهلاك منتجاتها، إذ ان الحفاظ على الثروة الحيوانية من اهم ستراتيجيات التنمية المستدامة والتي تعد بدورها احدى ركائز الأمن الغذائي للعديد من دول العالم.

. تؤثر التغيرات في النظم المناخية والبيئية التي نشهدها في السنوات الأخيرة على تعرض الحيوانات إلى العديد من الأمراض والتي قد تتفشى بشكل وباء وتهدد الثروة الحيوانية والتي من الممكن ان تصيب بدورها الانسان وتشكل خطرا على حياته، ويقترن تعرض الحيوانات إلى الإصابة بالأمراض مع تغيرات درجات الحرارة وبشكل موسمي مثل إنفلونزا الطيور، والذي يعد أحد الأمراض عالية الخطورة والتي تحدث بشكل وبائي في مواسم معينة من السنة وخاصة عند عدم تطبيق الشروط والضوابط الصحية في حقول الدواجن الأمرالذي يهيء الفرصة لانتشار الفيروس وبشكل وبائي مؤديا الى حدوث هلاكات كبيرة واصابات بين المربين والعاملين والأطباء البيطريين الذين هم بتماس مباشر مع الحالات الوبائية. وكذلك الحمى النزفية الناجمة عن انتقال الفيروس وبشكل سريع في مواسم الربيع التي تتغير فيها درجات الحرارة وينشط فيها أفراد الناقل للفيروس خلال مواسم الرعي وهو من الأمراض الوبائية التي تنتقل للإنسان عن طريق الحيوانات المصابة ومنتجاتها.

ان التقلبات في درجة الحرارة توثر وبشكل سلبي على صحة الحيوان حيث ان ارتفاع درجة الحرارة اكثر من درجة حرارة الجسم الطبيعية للحيوان يؤثر على شهية الحيوان ويخفض من مناعة الجسم وبالتالي يصبح الحيوان اكثر عرضة للإصابة بالأمراض، ومن اهم هذه الأمراض هو مرض حمى المالطية (البروسيللوسز) والذي يسبب الإجهاض وهو من الأمراض المشتركة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق التماس المباشر مع الحيوانات المصابة او من خلال تناول منتجاتها، ويكثر انتشاره في الدول النامية حيث تبقى جراثيم البروسيلا حية لفترة طويلة في جسم الحيوان لذا لاينصح باستهلاك لحوم الحيوانات المصابة بهذا المرض، فضلا عن جدري الأغنام الذي يعد من أكثر الأمراض التي تنشط عند ارتفاع درجة حرارة البيئة بسبب زيادة نشاط الفيروس، هذا بالإضافة الى الامراض الحيوانية التي تتسبب من جراء النواقل والتي تنجم عن التقلبات الحرارية في المناخ وخاصة عن طريق الحشرات ومنها مرض اللسان الأزرق وحمى الوادي المتصدع واللشمانيا والتي تعتمد على مدى انتشار وتوزع النواقل.

تسهم التقلبات الحرارية في انتشار العديد من الأمراض البكتيرية بين قطعان الحيوانات المختلفة كالمجترات والدواجن حيث تنشط فعالية البكتريا الموجودة في محيط الحيوانات عند ارتفاع درجة الحرارة وتتكاثر وتنمو وتصيب الحيونات، وقد تسبب نفوق الحيوانات إذا كانت الإصابة حادة وقد يعزى ذلك إلى انتشار هذه البكتريا وعلى مدى واسع نتيجة التماس المباشر مع الحيوانات المصابة او إفرازاتها وأدواتها الملوثة، وهنا يتوجب النصح بعدم استهلاك لحوم الحيوانات المصابة بها لانها تكون مصدر للعدوى لدى المستهلكين للمنتجات الملوثة، واهم هذه الامراض السالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية والمطثيات والايشريشيا القولونية، عند عدم حفظ اللحوم بالطرق الصحيحة وفي درجات حرارة التبريد المناسبة، حيث ينجم عنها حدوث التسمم الغذائي بفعل الجراثيم او سمومها في حال استهلاكها

تمتاز العديد من الجراثيم بامتلاكها عوامل ضراوة عالية الفوعة تشكل خطرا يهدد حياة الحيوان والإنسان، لذا يوصى بضرورة انتخاب سلالات لها القدرة على تحمل التقلبات في درجات حرارة البيئة وتقليل تاثيرات الإجهاد الحراري على الحيوان مع توفير علائق متوازنة ومتكاملة في قيمتها الغذائية لزيادة مقاومة الحيوانات للأمراض فضلا عن حفظ اللحوم في درجات حرارة التبريد لتقليل او لتثبيط النمو الميكروبي وزيادة القابلية الخزنية للحوم ويتطلب هذا الامر الجهد الكبير والدعم اللامحدود للتقليل من عوامل الخطورة التي تهدد الثروة الحيوانية وصحة الانسان.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا