تحقيق التوازن بين الوزن المثالي لأفراخ فروج اللاحم ومنع ظهور حالات النقرس

 

الدكتور هاشم كماش

مهندس زراعي رئيس استشاريين

 

تلعب مرحلة النمو الأولى لأفراخ فروج اللاحم دورًا حاسمًا في تحديد الوزن النهائي عند عمر التسويق، وهو ما ينعكس على الإنتاجية العامة والربحية. ولذلك، تهتم شركات التسمين بتحقيق أعلى وزن ممكن عند نهاية الأسبوع الأول، وذلك من خلال تحسين الموروث الجيني وتوفير ظروف بيئية ملائمة وبرامج تغذية عالية الجودة. ولكن مع هذه الجهود، برزت بعض التحديات، ومنها ظهور حالات النقرس الحشوي والمفصلي نتيجة التغذية الزائدة بعلف يحتوي على نسب عالية من البروتين.

 

الوزن في نهاية الأسبوع الأول: يُعتبر الوزن عند نهاية الأسبوع الأول مؤشراً مهماً لصحة القطيع وأداءه المستقبلي. في السنوات الأخيرة، طمحت شركات التسمين إلى تحقيق وزن يتعدى (220) غم عند نهاية الأسبوع الأول، بعدما كان الطموح السابق يتراوح بين (180 ) غم. هذا التقدم جاء نتيجة لتحسينات وراثية في صفة وزن الجسم إلى جانب تطوير علائق غذائية مثل العلائق قبل البادئ (Prestarter) التي تُقدَّم للطير منذ اليوم الأول، بكمية تتراوح بين (100) إلى (120 ) غم.

 

تقنيات التغذية الجديدة: من ضمن الأساليب الحديثة التي ظهرت في هذا المجال هي تغذية الأفراخ خلال الثلاثة أيام الأولى من وجودها في الفقاسة، وهي تقنية تُعرف بـ (Prefeeding). كما أن بعض الشركات لجأت إلى نقل البيض بعد فترة الحضن (18 يومًا) إلى الحقل مباشرة، مع توفير الظروف البيئية المناسبة والعلف بكميات مناسبة.

 

تحديات التغذية الزائدة : على الرغم من هذه التطورات، ظهرت ملاحظة مهمة في الحقل تتعلق بزيادة إستهلاك العلف ذي المحتوى العالي من البروتين. هذا الاستهلاك المفرط أدى إلى ظهور مشاكل صحية في الكلى، وأدى إلى حالات مرضية تُعرف بـ (النقرس الحشوي )حيث يتراكم حمض اليوريك في الأعضاء الداخلية مثل الكبد والكلى والرئتين. كما يمكن أن يتسبب أيضًا في (النقرس المفصلي )حيث يتراكم حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى تورمها وصعوبة الحركة.

 

التوازن المطلوب : أصبح من الضروري الآن تحقيق توازن بين الحصول على وزن جيد عند نهاية الأسبوع الأول، وتجنب التغذية المفرطة بعلف عالي البروتين في الأسبوع الثاني. لتفادي مشاكل النقرس، يُنصح بإجراء تغييرات في نوعية العلف بعد الأسبوع الأول، واستخدام منشطات الكلى والكبد عند ظهور الأعراض التشريحية لحالات النقرس لتقليل الأضرار المحتملة.

واخيرا فان السعي لتحقيق أفضل النتائج في تربية فروج اللاحم يجب أن يتم بحذر وبناءً على موازنة دقيقة بين تحقيق الوزن المثالي وصحة القطيع. الابتكارات في مجال التغذية والتحسين الوراثي قد تساهم في تحقيق هذه الأهداف، لكن ينبغي دائمًا مراقبة الحالة الصحية واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية الزائدة.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا