اللولبيات المعوية في الدواجن: التهديد الخفي لصناعة البيض وصحة الإنسان
الدکتور ،ماجد حمید الصایئغ
4/ 10/ 2025
يُعد داء اللولبيات المعوية في الدواجن مرضًا ناشئًا ومُهمَلًا رغم تأثيراته الاقتصادية الكبيرة، إذ يُصيب بشكل خاص دجاج البيض والأمهات مسببًا إسهالًا مزمنًا، تباطؤًا في النمو، انخفاضًا أو تأخرًا في إنتاج البيض، وضعفًا في جودته.
المسبب الرئيس هو بكتيريا Brachyspira بأنواعها pilosicoli و intermedia و alvinipulli، وهي سالبة الغرام، لولبية الشكل، متحركة، تتحمل الأكسجين، وتتكاثر ببطء في الأمعاء الغليظة حيث تلتصق بالخلايا مكوّنة ما يُعرف بـ "الحافة الكاذبة"، مما يعرقل الامتصاص ويؤدي إلى التهابات معوية.
ينتقل المرض أساسًا عبر الطريق البراز- الفم، وتلعب الطيور البرية والقوارض والمياه الملوثة دورًا محوريًا في نشر العدوى، بينما تُعد الحظائر متعددة الأعمار الأكثر عرضة للإصابة. وقد قُدّرت الخسائر الاقتصادية في المملكة المتحدة وحدها بـ 18 مليون جنيه إسترليني سنويًا، ما يؤكد خطورة المرض عالميًا.
من ناحیة الامراض المشترکة ، الأهمية للمرض تتزايد، إذ وُثّقت حالات إصابة بشرية بـ B. pilosicoli عبر اللحوم الملوثة أو التماس مع الطيور، خاصة في ظروف بيئية سيئة أو عند ضعاف المناعة، حيث تظهر أعراض مثل الإسهال المزمن وآلام البطن ونزيف المستقيم. التشخيص غالبًا صعب لاعتماد الأعراض على مؤشرات غير نوعية، مما يستلزم استخدام الزرع البكتيري أو الفحوص الجزيئية مثل PCR.
العلاج يعتمد أساسًا على مضادات مثل تيامولين وبعض الماكروليدات، لكن مقاومة البكتيريا للمضادات في تزايد بفعل الطفرات الجينية وحظر المحفزات النمائية، الأمر الذي دفع إلى البحث عن بدائل مثل البروبيوتيك (لاكتوباسيلوس)، ومضافات عشبية كالقرفة، ومنتجات التخمير، والتي أظهرت نتائج مشجعة. ورغم غياب لقاحات تجارية حتى الآن، فقد أظهرت بروتينات مؤتلفة مثل Bmp72 نتائج واعدة في التجارب.
من هنا، فإن السيطرة على المرض تتطلب إستراتيجية متكاملة تشمل الأمن الحيوي الصارم، النظافة، الاستخدام الرشيد للعلاجات، وتطوير لقاحات مستدامة. وبمنظور "الصحة الواحدة"، يبقى تعزيز المراقبة الوبائية والاستثمار في البحث والتطوير خطوة أساسية لحماية صناعة الدواجن وتقليل المخاطر الصحية على الإنسان