الأغشية الحيوية في أنظمة مياه الشرب في مزارع الدواجن

 

الأغشية الحيوية في أنظمة مياه الشرب في مزارع الدواجن: التأثيرات وطرق الإدارة موضوع مهم حول آليات الإصابة في الدواجن
موضوع مهم حول آليات الإصابة في الدواجن

 

د. ماجد حمید الصایغ / استرالیا

تُعد الأغشية الحيوية مجتمعات ميكروبية منظمة مدمجة في مصفوفة بوليمرية خارجية تُفرزها الكائنات الدقيقة وتلتصق بالأسطح، بما في ذلك الأسطح الداخلية لأنظمة مياه الشرب في مزارع الدواجن. تمثل هذه الأغشية الحيوية تحديًا كبيرًا للأمن الحيوي وصحة القطيع في صناعة الدواجن حول العالم. في مزارع الدواجن، تسهم عوامل مثل درجة حرارة المياه، وتراكم المواد العضوية، وتدفق المياه غير المنتظم في تكوّن الأغشية الحيوية على الأنابيب ونقاط الشرب والخزانات. أظهرت دراسات حديثة (2025) بإستخدام تسلسل جين 16S rRNA وطرق PCR الكمية أن هذه الأغشية تحتوي على مزيج من البكتيريا الانتهازية والممرضة مثل الإيشيريشيا كولاي، السالمونيلا، الزوائف الزنجارية و حتى الكمبيلوباكتر.

تعمل الأغشية الحيوية كمستودعات مستمرة للكائنات الممرضة، مما يؤدي إلى حدوث عدوى مزمنة دون أعراض واضحة ويؤثر سلبًا على أداء القطيع. والأهم من ذلك، أنها تُسهل انتقال الجينات المقاومة للمضادات الحيوية (AMR) مثل blaNDM وmcr-3 بين البكتيريا، مما يجعلها خطرًا خفيًا في إطار صحة واحدة (One Health). أكدت الأبحاث أن الأدوية التي تُعطى عن طريق مياه الشرب (مثل المضادات الحيوية أو اللقاحات أو المحاليل الكهربية) قد تفقد فعاليتها بسبب امتصاصها داخل مصفوفة الغشاء الحيوي، مما يؤدي إلى جرعات غير كافية و فشل في العلاج.

 

تشمل طرق الكشف عن الأغشية الحيوية الزرع الميكروبي، واختبارات الألواح الدقيقة لتقييم تكوين الغشاء الحيوي، وكذلك الأدوات الجزيئية مثل PCR الكمي. تشمل الابتكارات الحديثة لمكافحة الأغشية الحيوية أجهزة الموجات فوق الصوتية، والتعقيم بالأحماض العضوية، واستخدام المطهرات مثل ثاني أكسيد الكلور أو حمض البيرأسيتيك. كما أظهرت التركيبات الحمضية العضوية (مثل KEM SAN®) فعالية واعدة. وتُعد عملية الغسل الدوري، وإزالة الترسّبات، وإعادة تصميم الأنابيب لتقليل المناطق الراكدة من الاستراتيجيات الوقائية الأساسية.

من منظور الصحة العامة، يمكن أن تُشكّل خطوط المياه الملوثة مصدرًا للأمراض المشتركة (المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان) ومساهمًا في دخول البكتيريا المقاومة إلى سلسلة الغذاء. لذلك، فإن تحسين نظافة المياه لا يُعد مجرد قضية على مستوى المزرعة، بل يمثل أولوية عالمية في مجال سلامة الغذاء.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا