Split feeding in laying hens:
تعزيز للتغذية الدقيقة و الية للمحافظة على الأنتاجية.
الأستاذ الدكتور صلاح مهدي حسن استشاري اختصاص وخبير صحة وإنتاج دواجن
نشرت دراسة مراجعة Review الموسومة "التغذية المنقسمة للدجاج البياض: خطوة أبعد من التغذية الدقيقة" Split feeding for laying hens: a step beyond precision nutrition بتاريخ 24 / 4 / 2025 في مجلة Poultry Science. تناولت الدراسة استراتيجية التغذية المبتكرة المعروفة باسم التغذية المنقسمة split feeding، والمصممة لتحسين الإدارة الغذائية للدجاج البياض الحديث. حيث تشير العديد من الدراسات المتعلقة بتغذية الدواجن ، أنه غالبًا ما تؤدي ممارسات التغذية التقليدية إلى اختلال التوازن الغذائي بسبب فسلجيه دورة التكاثر في الدجاج، مما يؤدي إلى تباين في المتطلبات الغذائية طوال اليوم ( لاحظ المخطط -1 ).
تتضمن اليات التغذية التقليدية للدجاج البياض عادة على توفير علف متكامل بصورة حرة (حسب الرغبة) ad libitum، و يتم تقديم العلف عادة والمصنع بشكل حبيبات أو علف مجروش ، مما يؤدي إلى تنظيم تناول الدجاج للعلف في المقام الأول من خلال متطلباته من الطاقة وشكل العلف المقدم.
في منهجية تربية الدواجن المتقدمة، لا يستطيع الدجاج تعديل استهلاكه بما يتوافق و احتياجاته الفسيولوجية ومتطلبات الإنتاج . ويؤدي هذا غالبًا إلى الإفراط في استهلاك العناصر الغذائية، مثل الكالسيوم، الذي يلعب دورًا محوريًا في تكوين قشرة البيض. و لابد من التذكير ، بأن الهدف النهائي لإنتاج البيض في الدجاج المطور حديثا" هو تحقيق أهداف إنتاجية محددة، بما في ذلك إطالة دورة الإنتاج لتحقيق متوسط أنتاج500 بيضة خلال 100 أسبوع. ولتحقيق هذا الهدف، كان من الضروري إجراء دراسات وأبحاث تركز على تحسين جودة قشرة البيض.
من المقبول علميا" أن سلوكيات التغذية لدى الدجاج البياض تتأثر بشكل كبير بعملية أنتاج البيض. أن الملاحظات الحقلية تشير عن زيادة في تناول العلف في الأيام التي يحدث فيها أنتاج البيض، على عكس الأيام التي لا يحدث فيها أنتاج. أفترض الباحث Taylor (1970) أن تناول العلف أثناء تكوين البيض ناتج في المقام الأول عن متطلبات الكالسيوم وليس احتياجات الطاقة. فضلا عن ذلك، أشار Hughes (1972) إلى أن تناول الكالسيوم يتم تنظيمه على أساس كل ساعة حسب متطلبات تكوين البيض. لقد ذكر بان الدجاجات البياضة تميل إلى استهلاك ما يقرب من 2% علف اضافي في الأيام التي تضع فيها البيض مقارنة بالأيام التي لا تضع فيها البيض.
تؤدي قشرة البيضة وظيفة حيوية من خلال توفير الحماية الميكانيكية ضد الأضرار الخارجية المحتملة وخلق بيئة مناسبة لتبادل الغازات أثناء التطور الجنيني. فضلا عن ذلك، تعمل القشرة كـ"غلاف" مميز للبيض المخصص للاستهلاك البشري. يتكون الكالسيوم المكون لقشرة البيض بشكل أساسي من كربونات الكالسيوم و بنسبة 97% تقريبًا، وهو معدن حيوي في عملية تكوين القشرة، ويعتبر أحد مكونات العليقة الغذائية للدجاج البياض.
بصورة عامة ، تشير نتائج الأبحاث العلمية إلى أن الطيور تمتلك القدرة على اختيار تغذيتها لتلبية احتياجاتها للنمو والإدامة. و تتيح أنظمة التغذية ذات الاختيار الحر Free-choice feeding systems للطيور اختيار غذائها بناءً على احتياجاتها من الإدامة أو الإنتاج، وبالتالي توفر فائدة للطيور مقارنة بطرق التغذية التقليدية. أن السعي المستمر إلى أيجاد أنظمة غذائية تتوافق مع المتطلبات المثالية للدجاج يهدف إلى زيادة الإنتاجية وجودة الإنتاج ، فضلا عن استكشاف الطريقة المثلى للتعليف لتحقيق تلك الأهداف.
بصورة عامة ، تشير نتائج الأبحاث العلمية إلى أن الطيور تمتلك القدرة على اختيار تغذيتها لتلبية احتياجاتها للنمو والإدامة. و تتيح أنظمة التغذية ذات الاختيار الحر Free-choice feeding systems للطيور اختيار غذائها بناءً على احتياجاتها من الإدامة أو الإنتاج، وبالتالي توفر فائدة للطيور مقارنة بطرق التغذية التقليدية. أن السعي المستمر إلى أيجاد أنظمة غذائية تتوافق مع المتطلبات المثالية للدجاج يهدف إلى زيادة الإنتاجية وجودة الإنتاج ، فضلا عن استكشاف الطريقة المثلى للتعليف لتحقيق تلك الأهداف.
ولذلك تعالج التغذية المنفصلة هذا التحدي من خلال توفير اعلاف مصممة خصيصًا في أوقات مختلفة - غنية بالبروتين والطاقة في الصباح، وغنية بالكالسيوم خلال فترة ما بعد الظهر والمساء ، وبالتالي تعزيز جودة قشرة البيض والأداء العام للإنتاج.
يتركز مفهوم التغذية المنقسمة split feeding حول توفير أنواع مختلفة من الأعلاف للطير على مدار اليوم ، وتكييف الأعلاف مع الاحتياجات الأيضية الضرورية للدجاجة في أوقات مختلفة من اليوم، لتحقيق التحسن في جودة قشرة البيض المنتج. ومن خلال إعطاء كميات محددة من الكالسيوم على فترات مختلفة خلال اليوم، يكون العلف المقدم قريب جدا" من احتياجات الدجاج المنتج طوال الدورة اليومية والتي تراعي بدورها التقلبات الأيضية داخل الدجاج. تساعد هذه الطريقة الطائر في الحد من استخدام عظامه في توفير الكالسيوم لتكوين القشرة و ما يتبعه من مخاطر أصابات الأرجل ، وتحسين جودة قشرة البيض باستمرار أثناء الفترة الإنتاجية، وخصوصا بالنسبة للدجاج الذي يقترب من فترة نهاية الإنتاج.
يتم توفير تعليفتين في أوقات مختلفة من اليوم:
- • يتم تصميم العلف الصباحي لتلبية الاحتياجات الغذائية من الطاقة والبروتين والفوسفور لتكوين الألبومين و عملية الإباضة فضلا عن وضع البيض.
- • يتم تصميم العلف المسائي لتلبية الاحتياجات الغذائية لتكوين قشرة البيض - وخاصة احتوائها على مستويات عالية من الكالسيوم.
لقد ثبت أن الدجاج يبحث بشكل طبيعي عن الكالسيوم في فترة ما بعد الظهر، ويكون مستعدًا لتكوين القشرة طوال الليل. أجرى العلماء تجارب على ما يعرف بالتغذية الانتقائية حيث يمكن للدجاج الاختيار بين الأعلاف الحاوية على مستويات مختلفة من الكالسيوم والطاقة والبروتين. ووجد الباحثون أن الدجاج اختار استهلاك الأعلاف ذات الطاقة العالية والبروتين في الصباح، وتلك التي تحتوي على مستويات أعلى من الكالسيوم في فترة ما بعد الظهر.
أن الفكرة الأساسية وراء التغذية المنقسمة هي أن أحتياجات الدجاجة الغذائية تتغير على مدار الساعة باليوم الواحد. في الصباح، بمجرد وضع البيض، تبدأ الدجاجات في وضع بياض البيض حول الصفار في قناة البيض. أذن من الناحية الغذائية، فهم يحتاجون إلى الأحماض الأمينية والطاقة المتاحة. لا يتم تكوين قشرة البيض إلا في وقت متأخر من بعد الظهر، وقبل فترة الظلام. وهذا هو السبب في أن الدجاجات تشاهد كثيرا" تنقر على حجر الكلس المتاح في فترة ما بعد الظهر. إن تقديم وجبات علفية مختلفة للدجاج في الصباح والمساء يوفر فرصًا لمزيد من الكفاءة التغذوية من خلال مواءمة إمدادات العناصر الغذائية في العلف بشكل أكثر دقة مع متطلبات الدجاجة في أوقات مختلفة من اليوم.
ومن هذه المبادئ، تم عمل نوعين من الأعلاف: واحدة يتم تناولها في الصباح، والمعروفة باسم علف الصباح، وأخرى يتم تناولها في فترة ما بعد الظهر، والمعروفة باسم علف المساء. يحتوي العلف الصباحي على نسبة عالية من البروتين والطاقة ( جدول -1 )، بينما يحتوي العلف المسائي على مستويات عالية من الكالسيوم ( جدول-1 ). نظرًا لأن العلف الصباحي يتطلب كمية أقل من حجر الكلس، فستكون هناك مساحة أكبر لنسبة الألياف في الخلطة العلفية ( جدول-1 ) ، والتي لها أيضًا مزايا موجبة للطائر. إن العلف الغني بالألياف في الصباح يعني أن الدجاج سيشعر بالشبع في منتصف اليوم. والذي غالبًا ما كانت الدجاجات في هذا الوقت تشعر بالجوع وقد تبدأ في النقر. وقد ثبت علميا" أن إضافة الألياف والإضافات العشبية المضادة للإجهاد تجعل احتمالية حدوث النقر ضئيلة جدا".
و يحدث التحول إلى العلف المسائي في فترة ما بعد الظهر عندما يتحول التركيز إلى تحسين تناول الكالسيوم. و من حيث توزيع الأعلاف، يتم تقديم 40% من العلف في الصباح و60% في المساء، وهو ما يتناسب مع التباين الطبيعي في كمية الأعلاف التي تتناولها الطيور خلال اليوم.
الهدف الرئيسي من التغذية المنقسمة هو تلبية متطلبات الطائر بشكل أكثر دقة وبالتالي تحسين الإنتاجية والاستدامة. مع الإشارة المهمة ، أنه في بعض الحالات، يستخدم المربون تلك الاستراتيجية كفرصة لخفض تكاليف الأعلاف، على الرغم من أن هذا ليس هو الهدف الأساسي. إن استمرارية انتاج البيض هي التي لها الاهمية الخاصة وبالتالي زيادة الدورة الإنتاجية . تساعد التغذية المنفصلة الدجاج على انتاج البيض لفترة أطول وبالخصوص لإنتاج المزيد من البيض القابل للتسويق عند الفترة الأخيرة من الإنتاج.
و من الفوائد الاقتصادية للتغذية المنقسمة و الناتجة عن التحسن في استخدام العناصر الغذائية وفقًا لعمليات التمثيل الغذائي للطائر، فسوف تمنح هذه الاستراتيجية فوائد كبيرة لمنتجي بيض المائدة ،ومنها انخفاض التكلفة لكل طن من العلف . وفي ظل موجة ارتفاع أسعار العلف العالمية سوف تزداد الفوائد المالية من خلال انخفاض الاستهلاك اليومي للعلف فضلا عن تحسين معدل معامل التحويل الغذائي. كما وإن هذه الطريقة في التعليف توفر تحكمًا فاعلا" في حجم البيض، مع عدد أقل من البيض المكسور و البيض الخفيف القشرة.
و يتميز هذا النظام في التعليف بنسبة الفقدان القليلة جدا" من العناصر الغذائية ، من حيث يتم تقديم العلف للدجاجات الحاوي فقط على ما تحتاجه في ذلك الوقت من اليوم. لقد ذكرت الدراسات العلمية بان الدجاج المعامل مع هكذا طريقة تعليف يتميز بنقصان في كميات المواد المطروحة والمتمثلة في النيتروجين (10%) والفوسفور (5%) والكالسيوم (4.1%). وهذا يعني أن هناك مستويات قليلة من الملوثات البيئية ، والتي يجب التخلص منها، وبالتالي لابد من إنتاج كمية أقل من الأمونيا في قاعات التربية أو مخازن الفضلات. وهناك حافز آخر يتمثل في التركيز المتزايد على تقليل تأثيرات التلوث الكربوني. وبالتالي فهي ألية عمل صديقة للبيئة. وفي هذا السياق ، فأن أتباع طريقة التعليف المنقسم يؤدي إلى تقليل استخدام فول الصويا في الأعلاف ، وهي من المصادر البروتينية المهمة في العلف و ذات سعر عالي وبنفس الوقت هي أحدى أكبر الملوثات البيئية في إنتاج الدواجن.
لقد أدى التقدم الوراثي الكبير في الدجاج البياض إلى تغييرات في العديد من الجوانب الفسيولوجية الحاسمة، وخاصة تلك المتعلقة بالتجانس. وبالتالي، فإن ضمان التغذية المناسبة، إلى جانب توافر الرعاية الصحية والإدارة المناسبة، يصبح أمرًا حيويًا لتمكين الدجاج من التعبير الكامل عن إمكاناته الإنتاجية الوراثية. ترتبط نسبة كبيرة من الاحتياجات الغذائية بالأداء الإنتاجي للدجاج البياض، والذي يتأثر بعوامل عدة مثل مناعة الطير وحالته الصحية والعمر فضلا عن التداخلات الغذائية. وبالتالي يمكن لهذه العوامل التأثير على قابلية الهضم وما يلحقه من آثار سلبية على أداء الدجاج.
تشير المصادر العالمية ودراسات الجدوى ، بأنه ومع ارتفاع تكاليف الأعلاف، فأن أتباع الية التغذية المنقسمة تؤدي بالمنتجين وأصحاب معامل العلف على توفير (11 إلى 14 دولارًا أمريكيًا) من كلفة كل طن من الأعلاف النهائية.
المصادر
Carlos Henrique do Nascimento et al. (2025). Split feeding for laying hens: a step beyond precision nutrition. Poultry Science, 104; 105158.
Hughes, B.O.A., (1972). Brit.Poult.Sci. 13, 485-493.
Taylor, T.G., (1970). In: 4th National Conference for Feed Manufactures, pp. 108-128.