التصدي لتفشي مرض الحمى القلاعية (FMD) في العراق 2025: دروس من الدول الغنية والفقيرة

 

د. ماجد حمید الصایغ / اختصاص امراض الدواجن / استرالیا

 

تختلف استراتيجيات مكافحة مرض الحمى القلاعية (FMD) بين الدول الغنية والفقيرة بناءً على الموارد المتاحة والبنية التحتية البيطرية. فيما يلي تحليل مقارن لكيفية تعامل الدول الغنية والفقيرة مع تفشي المرض، مع استخلاص الدروس التي يمكن تطبيقها في العراق.

 

  • الحجر الصحي والسيطرة على حركة المواشي

الدول الغنية (مثال: المملكة المتحدة - تفشي 2001)

  • فرض حظر صارم على حركة المواشي: أغلقت السلطات جميع أسواق الماشية خلال ساعات من اكتشاف المرض.
  • استخدام التكنولوجيا الرقمية: تم تتبع الماشية باستخدام الرقائق الإلكترونية (RFID)، مما ساعد في مراقبة انتشار المرض.
  • تعويض المزارعين: قدمت الحكومة تعويضات مالية للمزارعين عن الحيوانات التي تم إعدامها، مما شجعهم على الإبلاغ عن الحالات المصابة.

 

الدول الفقيرة (مثال: إثيوبيا - تفشي 2019)

  • ضعف تنفيذ القوانين: لم يلتزم العديد من المزارعين بالحظر بسبب اعتمادهم الاقتصادي على الماشية.
  • عدم توفر التعويضات: رفض المزارعون الإبلاغ عن الحالات المصابة خوفًا من الخسائر الاقتصادية.
  • ضعف نظام التتبع: الاعتماد على السجلات الورقية أدى إلى بطء الاستجابة وتفاقم التفشي.

 

الدروس المستفادة للعراق

  • فرض حظر صارم على نقل الماشية في المناطق المصابة.
  • الاستعانة بفرق تفتيش بيطرية متنقلة لمراقبة الأسواق والمزارع.
  • تقديم حوافز مالية للمزارعين للإبلاغ عن الحالات المشبوهة.

 

  • حملات التطعيم

الدول الغنية (مثال: الأرجنتين - السيطرة على المرض في 2000)

  • استخدام لقاحات عالية الجودة: تعتمد الأرجنتين على لقاحات متوافقة مع السلالات المنتشرة.
  • التطعيم المنتظم: يتم تلقيح الماشية مرتين سنويًا حتى في المناطق غير المصابة.
  • توفير بنية تحتية مناسبة: تستخدم أنظمة تبريد متطورة لضمان فعالية اللقاح.

 

الدول الفقيرة (مثال: باكستان - تفشي 2021)

  • نقص اللقاحات: اضطر المزارعون إلى شراء لقاحات مستوردة بأسعار مرتفعة.
  • ضعف سلسلة التبريد: أدى انقطاع الكهرباء إلى تلف اللقاحات المخزنة.
  • تغطية غير كافية: لم يتمكن معظم المزارعين الصغار من الوصول إلى اللقاح.

 

الدروس المستفادة للعراق

  • تأمين لقاحات عالية الجودة ومتوافقة مع السلالة المنتشرة بمساعدة منظمة الفاو WOAH.
  • توفير لقاحات مقاومة للحرارة في المناطق التي تعاني من مشاكل في التبريد.
  • تقديم دعم حكومي أو تخفيضات لتشجيع المزارعين على تطعيم ماشيتهم.

 

  • ين إجراءات الأمن الحيوي

الدول الغنية (مثال: الدنمارك - الوقاية المستمرة من FMD)

  • إجراءات صارمة في المزارع: يتم فرض تطهير إجباري للأحذية والمعدات عند مداخل المزارع.
  • التخلص من الجثث بطريقة آمنة: يتم حرق الجثث المصابة فورًا لمنع انتشار العدوى.
  • استخدام التكنولوجيا: تعتمد الدنمارك على الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة الماشية.

الدول الفقيرة (مثال: السودان - تفشي 2018)

  • عدم الالتزام بالنظافة: لا يتم تطهير الأدوات والمركبات مما يسهل انتشار العدوى.
  • سوء التخلص من الجثث: يتم ترك الحيوانات النافقة في العراء مما يسمح للحيوانات البرية بنقل المرض.
  • ضعف التوعية البيطرية: يجهل العديد من المزارعين أساليب التطهير الأساسية.

الدروس المستفادة للعراق

  • فرض إجراءات أمن حيوي صارمة مثل تطهير الأحذية والمعدات في المزارع.
  • توعية المزارعين بأهمية الدفن العميق أو الحرق الصحي للجثث.
  • إرسال فرق بيطرية متنقلة للفحص الدوري للمواشي.

 

  • المراقبة والكشف المبكر عن الحالات

الدول الغنية (مثال: الولايات المتحدة - مراقبة مستمرة)

  • الدول الغنية (مثال: الولايات المتحدة - مراقبة مستمرة)
  • أنظمة إبلاغ متطورة: يستطيع المزارعون الإبلاغ عن الأعراض عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
  • فرق استجابة سريعة: يتم التخلص من الحيوانات المصابة في غضون ساعات من التشخيص.

الدول الفقيرة (مثال: أفغانستان - تفشي 2020)

  • بطء في التشخيص: أدى نقص معدات الاختبار إلى تأخير تأكيد الإصابات لأسابيع.
  • عدم توفر وسائل الإبلاغ: لم تكن هناك آلية سهلة للمزارعين للإبلاغ عن الحالات.
  • استجابة ضعيفة: كان عدد الأطباء البيطريين غير كافٍ لتغطية جميع المناطق.

الدروس المستفادة للعراق

  • إنشاء خط ساخن أو منصة رقمية للمزارعين للإبلاغ عن الحالات.
  • استخدام فرق بيطرية ميدانية متنقلة لجمع العينات وإجراء الفحوصات بسرعة.
  • تأمين مجموعات اختبار مجانية أو مدعومة بالتعاون مع المنظمات الدولية.

 

  • التوعية والتدريب

الدول الغنية (مثال: أستراليا - برامج تدريبية متطورة)

  • برامج توعية سنوية: يخضع المزارعون لدورات تدريبية عن أساليب الوقاية من FMD
  • أطباء بيطريون متخصصون: يتم تدريب أطباء بيطريين متخصصين في الحمى القلاعية.
  • حملات إعلامية: تستخدم وسائل الإعلام لرفع الوعي حول المرض.

الدول الفقيرة (مثال: نيجيريا - تفشي 2017)

  • عدم توفر التدريب: لم يتعرف العديد من المزارعين على أعراض المرض.
  • قلة الكادر البيطري: لم يكن هناك عدد كافٍ من الأطباء البيطريين لتغطية جميع المناطق.
  • غياب حملات التوعية: لم يتم استخدام وسائل الإعلام لنشر المعلومات.

الدروس المستفادة للعراق

  • تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأطباء البيطريين والمزارعين.
  • إطلاق حملات إعلامية في التلفزيون والإذاعة ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • توزيع كتيبات توعوية باللغة العربية والكردية في المناطق الريفية.

 

  • التعاون والتنسيق

الدول الغنية (مثال: الاتحاد الأوروبي - استجابة منسقة)

  • خطط استجابة إقليمية: يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي لمكافحة تفشي المرض.
  • مخزون لقاحات مشترك: يتم تخزين لقاحات احتياطية لاستخدامها في حالات الطوارئ.
  • مراقبة عبر الحدود: يتم تبادل البيانات بين الدول لمنع انتشار المرض.

الدول الفقيرة (مثال: أوغندا - تفشي 2020)

  • غياب التعاون الإقليمي: لم تتبادل الدول المجاورة بيانات الإصابات.
  • عدم توفر اللقاحات الاحتياطية: اضطرت أوغندا إلى الانتظار للحصول على تبرعات دولية.
  • ضعف التمويل: توقف الجهد الحكومي بسبب نقص التمويل

الدروس المستفادة للعراق

  • التعاون مع المنظمات الدولية مثل الفاو WOAH للحصول على دعم تقني ولقاحات.
  • إنشاء مخزون استراتيجي من اللقاحات لاستخدامه عند الطوارئ.
  • البحث عن تمويل دولي لدعم مشاريع الوقاية من الحمى القلاعية.

 

الخلاصة: نهج متكامل للعراق يجب على العراق تبني مزيج من استراتيجيات الدول الغنية والفقيرة عبر:

  • فرض حظر مشدد على حركة الماشية مع تقديم تعويضات للمزارعين.
  • تنفيذ حملات تطعيم واسعة النطاق بدعم دولي.
  • تعزيز الأمن الحيوي في المزارع باستخدام إجراءات بسيطة وفعالة.
  • تعزيز المراقبة البيطرية وإنشاء آليات إبلاغ سريعة.
  • نشر الوعي والتدريب للمزارعين والأطباء البيطريين.
  • تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للحصول على دعم مالي وتقني.

بهذه الاستراتيجيات، يمكن للعراق السيطرة على تفشي 2025 للحمى القلاعية ومنع انتشاره مستقبلاً.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا