داء الرشاشيات وتأثيره في العراق

 

د. ماجد حمید الصایغ / اختصاص امراض الدواجن / استرالیا

مقدمة عن داء الرشاشيات وتأثيره في العراق

داء الرشاشيات، الذي تسببه أنواع فطر Aspergillus (خصوصًا Aspergillus fumigatus), هو مرض فطري يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي في الدواجن، ويمكن أن يؤثر أيضًا على أنظمة أخرى مثل الجهاز العصبي والعينين. في العراق، تم الإبلاغ عن تفشي داء الرشاشيات في الدواجن اللاحم التجارية في منطقة دهوك بين فبراير ومايو 2015. كانت هذه الدراسة تركز بشكل خاص على مفرخة واحدة في دهوك، حيث تم دراسة كيفية انتقال العدوى وآثارها على صحة الدواجن.

 

دور المفرخة في نقل العدوى

أكدت الدراسة أن المفرخة المعنية كانت المصدر الرئيسي للعدوى في الكتكوتات حديثة الفقس. يمكن أن تلعب المفرخات دورًا حيويًا في انتقال الفطريات، حيث تتسلل الأبواغ الفطرية عبر قشرة البيض وتسبب العدوى مباشرة بعد الفقس. كما أن التلوث الفطري داخل المفرخة يمكن أن يؤدي إلى تفشي العدوى بين الكتكوتات بسرعة. وجدت الدراسة أن هذه المفرخة كانت ملوثة بالفطر Aspergillus في فترة التفشي، مما يبرز أهمية التنظيف والتعقيم الجيد للمفرخة لمنع انتشار العدوى.

 

لأعراض السريرية والتغيرات المرضية في الكتكوتات المصابة

أظهرت الكتكوتات المصابة في هذه المفرخة أعراضًا سريرية واضحة تشمل:

 

ضيق التنفس و التنفس الصاخب، وهو ما يشير إلى إصابة الجهاز التنفسي.

أعراض عصبية مثل التواء الرقبة و فقدان التنسيق و الشلل.

إحباط و ريش غير مرتب و فقدان الوزن التدريجي.

عند إجراء الفحوصات المرضية، لوحظت آفات مميزة في الكتكوتات المتأثرة، حيث تم العثور على عقيدات صفراء إلى بيضاء في الرئتين والأكياس الهوائية. كما أظهرت الفحوصات النسيجية نخرًا شديدًا في الأنسجة الرئوية مع وجود خيوط فطرية في المناطق المتأثرة.

 

العوامل البيئية وتأثيرها على انتقال المرض في المفرخة

أكدت الدراسة على أهمية العوامل البيئية في هذه المفرخة في تسهيل انتشار داء الرشاشيات. كان الهواء الجاف و الغبار من العوامل المؤثرة بشكل رئيسي، حيث أدى جفاف الأغشية المخاطية التنفسية للكتاكيت إلى تقليل دفاعاتها ضد الأبواغ الفطرية. كانت ظروف التهوية في المفرخة غير كافية، مما ساعد في زيادة التلوث الفطري. وبالتالي، فإن تحكمًا أفضل في الرطوبة وجودة الهواء في المفرخة كان من الممكن أن يقلل من انتشار العدوى.

 

النظافة والإدارة في المفرخة

سلطت الدراسة الضوء على أهمية اتباع ممارسات نظافة صارمة داخل المفرخة التي كانت مصدر العدوى. تم التأكيد على ضرورة تنظيف وتعقيم الأسطح والمعدات بانتظام، بالإضافة إلى التحكم في الظروف البيئية مثل مستوى الرطوبة والغبار. كانت هذه المفرخة بحاجة إلى تحسينات كبيرة في التهوية والنظافة للحد من التلوث الفطري.

 

الاستنتاجات والتوصيات

خلصت الدراسة إلى أن المفرخة التي تم التركيز عليها كانت مصدرًا رئيسيًا لنقل عدوى الرشاشيات إلى الكتكوتات اللاحم. التلوث الفطري في المفرخة أدى إلى العدوى المبكرة بين الكتكوتات. وللوقاية من داء الرشاشيات في المستقبل، أوصت الدراسة بما يلي:

 

تطبيق بروتوكولات تنظيف وتعقيم صارمة في المفرخة.

تحسين ظروف التهوية والتحكم في الرطوبة والغبار في المفرخة.

التأكد من إدخال بيض معتمد وغير ملوث في المفرخة.

من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن تقليل انتقال العدوى بشكل كبير وتحسين صحة الدواجن في هذه المفرخة.

 

الآثار على مزارع الدواجن في العراق

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه يجب على مزارع الدواجن في العراق، خاصة تلك التي تستخدم مفرخات غير نظيفة أو غير مُدارة بشكل جيد، تحسين ممارسات النظافة وإدارة البيئة داخل المفرخات. داء الرشاشيات يمثل تهديدًا اقتصاديًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات الوفاة في القطعان المصابة. من خلال تحسين ممارسات النظافة وإدارة البيئة في المفرخات، يمكن أن يتم تقليل حدوث هذا المرض وزيادة إنتاجية الدواجن في مزارع العراق.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا