أ.م.د. كمال علي صالح /كلية الطب البيطري / جامعة كركوك / العراق

حزیران ٢٠٢٤ / کرکوككركوك

متى تم تداول مصطلح الصحة الواحدة؟

لطالما حظي التعاون عبر القطاعات البشرية والحيوانية والبيئية بأهمية و إعتُرِف بها ومورست منذ قرون. ومنذ حوالي ٢٠ عاما، ظهر مصطلح "الصحة الواحدة" ودُعِي إليه، باعتباره نهجاً كلياً متعدد القطاعات يُعمل به في تصميم وتنفيذ برامج الصحة البشرية و في البرامج التي تؤثر على صحة الحيوانات و البيئة. وبعد إندلاع أزمة الإنفلونزا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، و المسائل المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات مؤخرا، جاء مرض كوفيد- ١٩ ليتيح الفرصة لتجديد الالتزام بهذا النهج.

 

يعتمد نهج الصحة الواحدة على فهم أن هناك ترابطاً لا ينفصم بين البشر و الحيوانات و البيئة و إن كل واحد يعتمد على الآخر. و يقدر أن ٦٠٪ من الأمراض المعدية البشرية الموجودة هي أمراض حيوانية المصدر، وأن ٧٥٪ على الأقل من الأمراض المعدية الناشئة یکون مصدرها الحيوانات. و تشكل الأنظمة البيئية الصحية ضرورة أساسية لبقاء البشر و الحيوانات. فلم يعد بوسعنا أن نفكر في صحة مجموعة ما من دون النظر في الحالة الصحية للمجموعتين الأخريين. و يمثل هذا الإدراك نقطة تحول منذ السنوات الـخمسین الماضية، حين كانت الصحة البشرية وحدها هي محور التركيز الأساسي.

 

منذ عام 2010، التزمت المنظمة العالمية لصحة الحيوان بتعزيز نهج الصحة الواحدة في إطار التحالف الثلاثي مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو) و منظمة الصحة العالمية. و نحن نتقاسم أهدافاً و أنشطة مشتركة في مجال الوقاية من المخاطر الصحية و مكافحتها، في حين نقوم أيضاً بنشر و ترويج المعلومات العلمية عن مواضيع تتعلق بالصحة الواحدة، مثل مقاومة الميكروبات للمضادات الحیاتیة، و مرض السعار، و مرض أنفلونزا الطيور. وقد توسع التحالف الثلاثي مؤخرا ليشمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وقاموا بتشكيل فريق من الخبراء الرفيعي المستوى و المعنى بنهج الصحة الواحدة. وسيقدم الفريق المشورة بشأن خطة عمل عالمية طويلة الأجل لتجنب تفشي الأمراض الحيوانية المصدر.

البيان الصحفي المشترك و صادر عن المنظمات الثلاث (منظمة الأغذية والزراعةFAO ، و المنظمة العالمية لصحة الحيوانWOAH ، و منظمة الصحة العالميةWHO وبرنامج الأمم المتحدة للبيئةUnited Nations Environment Program (UNEP)) . لدعم تعريف نهج "الصحة الواحدة" الذي وضعه فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بنهج الصحة الواحدة في ١ كانون الأول٢٠٢١:

ترحّب المنظمات الأربعة بالتعريف العملي لنهج "الصحة الواحدة" الذي صاغه مؤخراً الفريق الاستشاري التابع لها، وهو فريق الخبراء الرفيع المستوى و المعني بنهج الصحة الواحدة (فريق الخبراء)، الذي يمثل أعضاؤه مجموعة واسعة من التخصصات في القطاعات العلمية و المتعلقة بالسياسات ذات الصلة بالصحة الواحدة في جميع أنحاء العالم.

وتعمل المنظمات الأربعة معاً على تعميم نهج الصحة الواحدة من أجل أن تكون على استعداد أفضل للوقاية من التهديدات الصحية العالمية والتنبؤ بها والكشف عنها والاستجابة لها وتعزيز التنمية المستدامة.

 

ينص تعريف نهج الصحة الواحدة الذي وضعه فريق الخبراء على ما يلي:

إن نهج الصحة الواحدة هو نهج متكامل وموحد يهدف إلى تحقيق التوازن المستدام وتحسين صحة الناس والحيوانات والنُظم الإيكولوجية.

يقرّ بأن صحة البشر، والحيوانات الأليفة والبرية، والنباتات، والبيئة الأوسع نطاقاً (بما في ذلك النُظم الإيكولوجية) ترتبط ببعضها إرتباطاً وثيقاً و تعتمد على بعضها بعضاً. ويحشد هذا النهج قطاعات و تخصصات و مجتمعات متعددة على مستويات مختلفة من المجتمع لكي تعمل عمل معاً على تعزيز الرفاه و التصدي للتهديدات التي تطال الصحة و النظم الإيكولوجية، إضافة إلى القيام في الوقت ذاته بمعالجة الحاجة الجماعية إلى المياه النظيفة و الطاقة و الهواء و الغذاء المأمون و المغذّي، و إتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، و المساهمة في التنمية المستدامة.

 

وقد كان فريق الخبراء هو أول من أثار مسألة وضع تعريف لنهج "الصحة الواحدة"، و وافق على هذا التعريف فيما بعد المنظمات الشريكة الأربع، بهدف وضع صياغة وفهم مشتركين لنهج الصحة الواحدة. ويهدف التعريف الشامل الجديد الذي وضعه فريق الخبراء لنهج "الصحة الواحدة" إلى تعزيز فهم وتفسير واضحين في شتى القطاعات و مجالات الخبرة.

وقد كان فريق الخبراء هو أول من أثار مسألة وضع تعريف لنهج "الصحة الواحدة"، و وافق على هذا التعريف فيما بعد المنظمات الشريكة الأربع، بهدف وضع صياغة وفهم مشتركين لنهج الصحة الواحدة. ويهدف التعريف الشامل الجديد الذي وضعه فريق الخبراء لنهج "الصحة الواحدة" إلى تعزيز فهم وتفسير واضحين في شتى القطاعات و مجالات الخبرة.

 

في حين أن الصحة و الغذاء و المياه و الطاقة و البيئة تشكل جميعها مواضيع أوسع نطاقاً تنطوي على شواغل متخصصة و تتعلق بقطاع محدد، فإن التعاون بين القطاعات و التخصصات سيساهم في حماية الصحة، و التصدي للتحديات الصحية مثل ظهور الأمراض المعدية و مقاومة مضادات الميكروبات و تعزيز صحة نظمنا الإيكولوجية و سلامتها. و علاوة على ذلك، يمكن لنهج الصحة الواحدة، الذي يربط بين البشر و الحيوانات و البيئة، أن يساعد في معالجة الطيف الكامل لمكافحة الأمراض - من الوقاية من الأمراض إلى الكشف عنها والتأهب والاستجابة لها وإدارتها - وتحسين الصحة و الاستدامة و تعزيزهما. يمكن تطبيق هذا النهج على المستويات المجتمعية و دون الوطنية و الوطنية و الإقليمية و العالمية، و يعتمد على الإدارة المشتركة و الفعالة و التواصل و التعاون و التنسيق. و من خلال إتباع نهج الصحة الواحدة، سيكون من الأسهل على الناس أن يفهموا بشكل أفضل الفوائد المشتركة و المخاطر و المقايضات و الفرص المتاحة لإيجاد حلول عادلة و شاملة.

يمكن تطبيق هذا النهج على المستويات المجتمعية و دون الوطنية و الوطنية و الإقليمية و العالمية، و يعتمد على الإدارة المشتركة و الفعالة و التواصل و التعاون و التنسيق. و من خلال إتباع نهج الصحة الواحدة، سيكون من الأسهل على الناس أن يفهموا بشكل أفضل الفوائد المشتركة و المخاطر و المقايضات و الفرص المتاحة لإيجاد حلول عادلة و شاملة.

اترك تعليقا

قد يعجبك ايضا