متلازمات الجهاز التنفسي في الدواجن: مسببات الأمراض، والوقاية، وإجراءات المكافحة

د.ماجد حمید الصایغ

17/7/ 2025

الملخص
تشمل المتلازمات التنفسية (RS) في الدواجن أمراضًا تسبب خللاً في الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة. تنتج عن عوامل معدية (فيروسات، بكتيريا، فطريات، كلاميديا) وعوامل غير معدية (بيئة سيئة، أخطاء إدارية). تنتشر المتلازمات التنفسية بسرعة مع ارتفاع معدلات الإصابة والعدوى المشتركة المتكررة. تشمل التحديات عدم فعالية اللقاحات ضد السلالات المتنوعة ومقاومة المضادات الحيوية بسبب الإفراط في استخدامها. تستعرض هذه المقالة مسببات الأمراض الشائعة (مثل فيروس التهاب الشعب المعدي IBV، فيروس إنفلونزا الطيور AIV، فيروس نيوكاسل NDV، فيروس التهاب الحنجرة والرغامى المعدي ILTV، الإشريكية القولونية الممرضة للطيور APEC، مايكوبلازما الدجاجية Mycoplasma gallisepticum)، والعوامل البيئية المساهمة (مثل الجسيمات الدقيقة، الأمونيا)، وأخطاء الإدارة (الازدحام، سوء النظافة). كما تقيّم طرق التشخيص الحديثة (مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل المتعدد PCR)، واللقاحات (الحية الموهنة، المؤتلفة)، واستراتيجيات الأدوية (مضادات الفيروسات، المضادات الحيوية، معدلات المناعة)، والبدائل للمضادات الحيوية (الأعشاب، البروبيوتيك)، وإجراءات الأمن الحيوي. الهدف هو تعزيز فهم وتنفيذ الوقاية والمكافحة الفعالة للمتلازمات التنفسية.

 

1. مقدمة
   تسبب المتلازمات التنفسية (RS) معدلات وفيات عالية وأضرارًا اقتصادية في الدواجن، خاصة في أنظمة التربية المكثفة. تتميز بأسباب غير واضحة وعدوى مختلطة، وتُضعف الحاجز المناعي المخاطي التنفسي. تشمل الأعراض السعال، العطس، ضيق التنفس، إفرازات الأنف، وانخفاض إنتاج البيض. غالبًا ما تظهر نتائج التشريح نزيفًا في القصبة الهوائية، التهاب الأكياس الهوائية، ونخر رئوي. تتعقد إدارة المتلازمات التنفسية بسبب تنوع مسببات الأمراض، الضغوط البيئية، وعدم فعالية اللقاحات في توفير حماية متقاطعة. تجمع هذه المراجعة المعرفة الحالية حول أسباب المتلازمات التنفسية، وتشخيصها، وتدخلاتها لتوجيه تحسين مكافحة المرض.

 

 

1. علم الأوبئة والعدوى المشتركة

تشمل تفشيات المتلازمات التنفسية تفاعلات تآزرية بين مسببات الأمراض:

• العدوى المشتركة الفيروسية-البكتيرية: فيروس إنفلونزا الطيور H9N2 يزيد من السيتوكينات الالتهابية (مثل IFN-γ، IL-17A) بينما يُتلف الحواجز المخاطية، مما يسهل العدوى الثانوية بالإشريكية القولونية.
• التفاعلات الفيروسية-الفيروسية: تزيد العدوى المتزامنة بفيروسي IBV و NDV من شدة الآفات التنفسية.
• الانتشار العالمي: تؤكد الدراسات في مصر، إثيوبيا، الهند، والبرازيل على ارتفاع معدلات العدوى المشتركة (مثل IBV + NDV + مايكوبلازما).
• الاستنتاج الرئيسي: أكثر من 80% من القطعان ذات الأعراض التنفسية تحمل عاملين ممرضين أو أكثر، مما يزيد شدة المرض.

 

1. 3 - مسببات الأمراض المعدية

3.1 الفيروسات

الممرض الخصائص الرئيسية التأثير السريري
1. فيروس التهاب الشعب المعدي (IBV) فيروس كورونا؛ تباين بروتين S يدفع السلالات (مثل Mass، QX). يتلف النسيج الطلائي للقصبة الهوائية. التهاب القصبة، إصابة الكلى؛ تلف دائم في قناة البيض عند الدجاج البياض.

1. فيروس إنفلونزا الطيور (AIV) النوع عالي الضراوة (مثل H5N1) ومنخفض الضراوة (مثل H9N2)؛ انحراف مستضدي في HA/NA. إمكانية انتقاله للبشر. وفيات عالية (النوع عالي الضراوة)؛ ضيق تنفس، نزيف جهازي.
2. فيروس نيوكاسل (NDV) فيروس باراميكسو؛ النوع الجيني VII السائد. بروتينات F/Hn السطحية حاسمة. أعراض عصبية (مثل التواء الرقبة)، نزيف حشوي، ضيق تنفس.
3. فيروس التهاب الحنجرة والرغامى المعدي (ILTV) فيروس هربس؛ بروتينات سكرية (مثل gB، gD) تمكنه من تجنب المناعة. كمون في العوائل. التهاب رغامى ناخر ليفي، التهاب ملتحمة، انخفاض إنتاج البيض.
4. فيروس الميتابنيوما الطيري (aMPV) الأنماط A–D؛ بروتينات F/G تسهل الالتحام والالتصاق. متلازمة الرأس المتورم، التهاب الأنف والرغامى في الرومي، التهاب الأكياس الهوائية.

 

3.2 البكتيريا وعوامل أخرى

• الإشريكية القولونية الممرضة للطيور (APEC): السلالات المصلية O1، O78؛ عوامل ضراوة (مثل الهيموليسين، LPS). تسبب إنتانًا حادًا، التهاب التامور، التهاب المفاصل
• • الجرثومة نظيرة الدجاجية (Avibacterium paragallinarum): السلالات المصلية A–C؛ السكاريد المحفظي يسهل الاستيطان. يسبب الكوريزا المعدي (تورم الوجه، التهاب الجيوب).
• • مايكوبلازما الدجاجية (Mycoplasma gallisepticum): تفتقر لجدار خلوي؛ بروتينات الغشاء المرتبطة بالدهون (LAMPs) تنشط مستقبلات TLR. تسبب مرضًا تنفسيًا مزمنًا، يتفاقم بالتوتر.
• • الكلاميديا الببغائية (Chlamydia psittaci): داخل خلوية؛ الأنماط الوراثية B–D في الدواجن. حوامل غير ظاهرة الأعراض؛ تسبب أمراضًا تنفسية/معوية تحت الضغط.

1. العوامل غير المعدية

4.1 الضغوط البيئية

• الجسيمات الدقيقة (PM): الجسيمات <20 ميكرومتر تستقر في الرئتين، مسببة التهابًا.
• • الأمونيا (NH₃): مستويات >25 جزء في المليون تتلف الغشاء المخاطي للقصبة، تعطل الميكروبيوم.
• • التهوية السيئة: تزيد ثاني أكسيد الكربون، تقلل الأكسجين، وتركز مسببات الأمراض.
• • درجة الحرارة/الرطوبة: درجات الحرارة العالية تزيد معدل التنفس؛ الرطوبة المنخفضة تجفف الحواجز المخاطية.

4.2 أخطاء الإدارة

• • الازدحام: يزيد خطر الانتقال وكبت المناعة الناتج عن التوتر.
• • سوء النظافة: المياه/المعدات الملوثة تنشر مسببات الأمراض (مثل السالمونيلا، APEC).

1. الوقاية والسيطرة
   5.1 التشخيص و الذي یتم من خلال :

•  تفاعل البوليميراز المتسلسل المتعدد / المصفوفات النانوية السائلة: تكشف عن 9–15 ممرضًا في وقت واحد (مثل AIV + NDV + المفطورة).
• الاختبارات المصلية وعزل الفيروس: تظل المعايير الذهبية لكنها بطيئة (7–14 يومًا).

5.2 اللقاحات
النوع المزايا القيود
1. اللقاحات الحية الموهنة تحفيز مناعة مخاطية قوية (مثل لقاح ILTV من أصل أجنة الدجاج CEO). خطر عودة الضراوة، إعادة التركيب الجيني.
2. اللقاحات المؤتلفة آمنة، مستهدفة (مثل لقاح ILTV باستخدام فيروس هربس الرومي HKT كناقل). حماية متقاطعة محدودة.
3. اللقاحات المعطلة مستقرة؛ لا خطر تكاثر. تتطلب مساعدات/جرعات معززة؛ مناعة خلوية ضعيفة.

5.3 العلاج الدوائي

• • مضادات الفيروسات: استخدام محدود (مثل أوسيلتاميفير لـ AIV؛ الريبافيرين محظور).
• • المضادات الحيوية: فلورفينيكول/دانوفلوكساسين لـ APEC؛ المراقبة الدقيقة لمقاومة الأدوية ضرورية.
• • معدلات المناعة: الفيتامينات (A، E، C)، السيلينيوم، بيتا جلوكان لتعزيز المناعة.

5.4 بدائل المضادات الحيوية

• الأدوية العشبية: القتاد (ضد IBV)، السوفورافلافانون G (ضد NDV).
• البروبيوتيك/المركبات النباتية: تحسن محور المناعة بين الأمعاء والجهاز التنفسي.
• السبيرولينا: تعزز النمو ومقاومة الأمراض.

5.5 الأمن الحيوي

• عزل المزرعة: المسافة عن الطرق السريعة والمناطق السكنية.
• الصرف الصحي: التطهير اليومي، التخلص من الجيف، مكافحة الآفات.
• نظم المعلومات الجغرافية (GIS): تتبع أنماط التفشي للتدخلات المستهدفة.

 

1. 6. الاستنتاجات
   1. تتطلب مكافحة المتلازمات التنفسية استراتيجيات متكاملة:
   2. ترصّد مسببات الأمراض: الفحص الجزيئي للسلالات الناشئة.
   3. تحسين اللقاحات: مصممة حسب السلالات الإقليمية (مثل لقاحات QX لـ IBV في آسيا).
2. 4. الإدارة البيئية: تحسين التهوية، التحكم في الأمونيا، تقليل كثافة الطيور.
   5. الاستخدام الرشيد للأدوية: الحد من المضادات الحيوية؛ إعطاء الأولوية لمعدلات المناعة والبدائل العشبية.
   6. التعاون العالمي: تبادل البيانات حول التفشيات وفعالية اللقاحات.
   7. الاتجاهات المستقبلية: لقاحات عالمية تستهدف حواتم فيروسية محفوظة، العلاج بالعاثيات للتحكم البكتيري، أنظمة مراقبة المزارع بالذكاء الاصطناعي.