تشخيص أمراض الدواجن باستخدام تقنية الرنين الجزيئي الأساسي (BMR)
د. ماجد حمید الصایغ / اختصاص امراض الدواجن / استرالیا
تُعد تقنية الرنين الجزيئي الأساسي (BMR) منصة تشخيصية مبتكرة وغير جراحية طورتها شركة Base Molecular Resonance Technologies (BMRT) لسد الفجوات الحرجة في تشخيص الأمراض في قطاع الثروة الحيوانية، وخاصة في حالات إنفلونزا الطيور. على عكس أدوات التشخيص التقليدية التي تعتمد على أخذ عينات جراحية وتحليلها في المختبر، تستخدم تقنية BMR نظام مسح يعتمد على ترددات الرنين دون الذري للكشف الفوري عن التواقيع الجزيئية الخاصة بالعوامل الممرضة مثل فيروس إنفلونزا الطيور. ويمثل هذا الابتكار قفزة كبيرة نحو الكشف المبكر والسيطرة على الأمراض المعدية في قطعان الدواجن.
يأتي تطبيق تقنية BMR في صناعة الدواجن في وقت تثير فيه عمليات الإعدام الجماعي للطيور أثناء تفشي إنفلونزا الطيور قلقاً متزايداً بشأن رفاهية الحيوان والخسائر الاقتصادية والأمن الغذائي. فمنذ بداية موجات تفشي فيروس HPAI الأخيرة، تم إعدام أكثر من (١٦٦) مليون طائر في الولايات المتحدة وحدها. وتقدم تقنية BMRT حلاً دقيقاً من خلال التمييز الفوري بين الطيور المصابة والسليمة. ووفقاً للشركة، فإن 5% إلى 10% فقط من الطيور التي تم إعدامها في بعض الحالات ربما كانت مصابة فعلياً، مما يبرز الحاجة الملحة إلى أدوات تشخيص أكثر دقة. ومع BMR، يمكن للمزارعين والسلطات البيطرية اتخاذ قرارات مستهدفة تقلل من الإعدام غير الضروري مع الحفاظ على السيطرة على المرض.
من الناحية العلمية، تم التحقق من دقة تقنية BMR من خلال تجارب عمياء ومزدوجة أجريت في مركز الابتكار التطبيقي بجامعة يورك سانت جون في المملكة المتحدة. وقد أظهرت هذه التجارب دقة بنسبة 100% في اكتشاف الأنسجة السرطانية والمواد النووية والمواد البيولوجية. وقاد البحث البروفيسور فيليب بي. ويلسون، مما يؤكد قابلية تطبيق هذه التقنية في الصحة البشرية والحيوانية على حد سواء. وقد وسّعت شركة BMRT هذا النجاح لتشمل تشخيص أمراض الثروة الحيوانية مثل إنفلونزا الطيور، والحمى الإفريقية الخنازية، ومرض جنون البقر، والحمى القلاعية، وغيرها.
ما يميز تقنية BMR هو السرعة والدقة وسهولة الاستخدام. فهي تلغي الحاجة لأخذ عينات جسدية، وتقلل التوتر لدى الحيوانات، وتمنع التأخير في التشخيص، وتتيح الاستخدام الفوري في المزارع. وتضع هذه الميزات BMR كأداة قوية للاستجابة الفورية أثناء التفشي، وأيضاً كوسيلة للرصد الروتيني وتعزيز الأمن البيولوجي. علاوة على ذلك، فإن إمكانية تطبيقها في الأبقار والخنازير وأنواع أخرى من الحيوانات يشير إلى دور أوسع في أنظمة الرصد تحت إطار "الصحة الواحدة".
ورغم ما تحمله هذه التقنية من وعود، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسات المنشورة في المجلات العلمية المحكّمة، والحصول على موافقات تنظيمية، ودمجها في الميدان قبل أن تصبح أداة تشخيص قياسية. ومع ذلك، فإن الأدلة الحالية تدعم إمكاناتها التحولية. ويمكن أن تلعب تقنية BMR دوراً حيوياً في الحد من الاعتماد على سياسات الإعدام الجماعي، وحماية رفاهية الحيوان، وتحسين النتائج الاقتصادية للمزارعين، ودعم الأمن الغذائي العالمي من خلال استراتيجيات ذكية وإنسانية للسيطرة على الأمراض.